1. الرئيسية
  2. تفسير ابن رجب
  3. تفسير سورة غافر
  4. تفسير قوله تعالى النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون
صفحة جزء
قوله تعالى: النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب

قال الله تعالى: النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب قال قتادة في هذه الآية: يقال لهم: يا آل فرعون هذه منازلكم، توبيخا وصغارا ونقيصة .

وقال ابن سيرين : كان أبو هريرة يأتينا بعد صلاة العصر، فيقول: عرجت ملائكة، وهبطت ملائكة وعرض آل فرعون على النار، فلا يسمعه أحد إلا يتعوذ بالله من النار .

وقال شعبة ، عن يعلى بن عطاء ، سمعت ميمون بن مهران يقول: كان أبو هريرة إذا أصبح ينادي: أصبحنا والحمد لله، وعرض آل فرعون على النار، فلا يسمعه أحد إلا يتعوذ بالله من النار . [ ص: 229 ] ورواه هشيم عن يعلى، عن ميمون ، قال: كان لأبي هريرة صيحتان كل يوم، أول النهار يقول: ذهب الليل وجاء النهار وعرض آل فرعون على النار، وإذا كان العشي يقول: ذهب النهار وجاء الليل، وعرض آل فرعون على النار، فلا يسمع أحد صوته إلا استجار بالله من النار .

ويروى من حديث الليث ، عن أبي قيس، عن هذيل، عن ابن مسعود قال: أرواح آل فرعون في أجواف طير سود، فيعرضون على النار كل يوم مرتين، فيقال لهم: هذه داركم فذلك قوله تعالى: النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ورواه غيره عن أبي قيس، عن هذيل، من قوله . لكن خرجه الإسماعيلي من طريق ابن عيينة ، عن مسروق عن أبي قيس . عن هذيل، عن ابن مسعود أيضا .

قال ابن أبي الدنيا : حدثنا حماد بن محمد الفزاري، قال: بلغني عن الأوزاعي ، أنه سأله رجل بعسقلان على الساحل، فقال له: يا أبا عمرو ، إنا نرى طيرا سودا تخرج من البحر، فإذا كان العشي عاد مثلها بيضا . قال: وفطنتم لذلك؟ قالوا: نعم . قال: فتلك طير في حواصلها أرواح آل فرعون . فتلفحها النار، فيسود ريشها، ثم يلقى ذلك الريش، ثم تعود إلى أوكارها، يعرضون على النار فتلفحها النار، فذلك دأبها حتى تقوم الساعة . فيقال: أدخلوا آل فرعون أشد العذاب

وفي "الصحيحين " من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - . عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا [ ص: 230 ] مات أحدكم عرض عليه مقعد بالغداة والعشي، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، حتى يبعثه ربه، يقال: هذا مقعدك حتى يبعثك الله إلى يوم القيامة" .

ورواه الفضيل بن غزوان، عن نافع عن ابن عمر - رضي الله عنهما -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولفظه: "ما من عبد يموت إلا عرض عليه مقعده، إن كان من أهل الجنة على الجنة، وإن كان من أهل النار على النار" .

التالي السابق


الخدمات العلمية