صفحة جزء
قوله تعالى: ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن إن كن يؤمن بالله واليوم الآخر

أما قول الله عز وجل: ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن فإنه يدل على أن المرأة مؤتمنة على الإخبار بما في رحمها . ومصدقة فيه إذا ادعت من ذلك ممكنا . روى الأعمش ، عن مسلم ، عن مسروق ، عن أبي بن كعب . قال: إن من الأمانة أن ائتمنت المرأة على فرجها . [ ص: 178 ] وقد اختلف المفسرون من السلف فمن بعدهم في المراد بقوله تعالى: ما خلق الله في أرحامهن ففسره قوم بالحمل، وفسره قوم بالحيض .

وقال آخرون: كل منهما مراد، واللفظ صالح لهما جميعا، وهذا هو المروي عن أكثر السلف، منهم: ابن عمر ، وابن عباس ، ومجاهد ، والحسن والضحاك . وأما ما ذكره عن علي وشريح : فقال حرب الكرماني: ثنا إسحاق - هو: ابن راهويه -: ثنا عيسى بن يونس، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن الشعبي ، أن امرأة جاءت إلى علي بن أبي طالب فقالت: إني طلقت، فحضت في شهر ثلاث حيض; فقال علي لشريح: قل فيها، فقال: أقول فيها وأنت شاهد، قال: قل فيها، قال: إن جاءت ببطانة من أهلها ممن يرضى دينهن وأمانتهن فقلن: إنها حاضت ثلاث حيض طهرت عند كل حيضة، صدقت، فقال علي: قالون . قال عيسى: بالرومية: أصبت . قال حرب: وثنا إسحاق: أنبأ محمد بن بكر، ثنا سعيد بن أبي عروبة . عن قتادة ، عن عزرة، عن الحسن العرني، أن امرأة طلقها زوجها، فحاضت في خمس وثلاثين ليلة ثلاث حيض، فرفعت إلى شريح فلم يدر ما يقول فيها، ولم يقل شيئا، فرفعت إلى علي بن أبي طالب ، فقال: سلوا عنها جاراتها، فإن كان هكذا حيضها فقد انقضت عدتها، وإلا فأشهر ثلاث . وهذا الإسناد فيه انقطاع، فإن الحسن العرني لم يدرك عليا -: قاله [ ص: 179 ] أبو حاتم الرازي . وأما الإسناد الذي قبله، فإن الشعبي رأى عليا يرجم شراحة ووصفه . قال يعقوب بن شيبة : لكنه لم يصحح سماعه منه .

التالي السابق


الخدمات العلمية