صفحة جزء
[ ص: 544 ] سورة الانفطار

قوله تعالى: في أي صورة ما شاء ركبك

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما نطفة" قد روي تفسيره عن ابن مسعود . روى الأعمش عن خيثمة ، عن ابن مسعود ، قال: إن النطفة إذا وقعت في الرحم، طارت في كل شعر وظفر، فتمكث أربعين يوما، ثم تنحدر في الرحم فتكون علقة، قال: فذلك جمعها . خرجه ابن أبي حاتم وغيره .

وروي تفسير الجمع مرفوعا بمعنى آخر، فخرج الطبراني ، وابن منده في كتاب "التوحيد" من حديث مالك بن الحويرث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله تعالى إذا أراد خلق عبد، فجامع الرجل المرأة، طار ماؤه في كل عرق وعضو منها، فإذا كان يوم السابع جمعه الله، ثم أحضره كل عرق له دون آدم: في أي صورة ما شاء ركبك . وقال ابن منده : إسناده متصل مشهور على رسم أبي عيسى والنسائي وغيرهما .

وخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، والطبراني من رواية مطهر بن الهيثم ، [ ص: 545 ] عن موسى بن علي بن رباح ، عن أبيه، عن جده أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لجده: "يا فلان، ما ولد لك؟ " قال: يا رسول الله، وما عسى أن يولد لي؟ إما غلام وإما جارية، قال: "فمن يشبه؟ " قال: من عسى أن يشبه؟ يشبه أمه أو أباه، قال: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا تقولن كذا، إن النطفة إذا استقرت في الرحم، أحضرها الله كل نسب بينها وبين آدم، أما قرأت هذه الآية: في أي صورة ما شاء ركبك قال: "سلكك " وهذا إسناد ضعيف . ومطهر بن الهيثم ضعيف جدا، وقال البخاري : هو حديث لم يصح . وذكر بإسناده عن موسى بن علي عن أبيه أن أباه لم يسلم إلا في عهد أبي بكر الصديق يعني: أنه لا صحبة له . ويشهد لهذا المعنى قول النبي - صلى الله عليه وسلم - للذي قال له: ولدت امرأتي غلاما أسود: "لعله نزعه عرق " .

التالي السابق


الخدمات العلمية