صفحة جزء
قوله تعالى: فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا (103)

[قال البخاري ] : وقول الله عز وجل: إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا موقتا، وقته عليهم .

أما "الكتاب " فالمراد به: الفرض ولم يذكر في القرآن لفظ الكتاب وما تصرف منه إلا فيما هو لازم: إما شرعا، مثل قوله: كتب عليكم الصيام كتب عليكم القتال وقوله: كتاب الله عليكم وإما قدرا، نحو قوله: كتب الله لأغلبن أنا ورسلي وقوله: ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء [ ص: 357 ] وأما قوله: (موقوتا) ففيه قولان: أحدهما: أنه بمعنى المؤقت في أوقات معلومة، وهو قول ابن مسعود وقتادة وزيد بن أسلم ، وهو الذي ذكره البخاري هنا، ورجحه ابن قتيبة وغير واحد .

قال قتادة في تفسير هذه الآية:

قال ابن مسعود : إن للصلاة وقتا كوقت الحج .

وقال زيد بن أسلم : منجما، كلما مضى نجم جاء نجم، يقول: كلما مضى وقت جاء وقت .

وقالت طائفة: معنى (موقوتا) : مفروضا أو واجبا: قاله مجاهد والحسن وغيرهما .

وروى علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، قال: يعني: مفروضا . وتأول بعضهم الفرض هنا على التقدير، فرجع المعنى حينئذ إلى تقدير أعدادها ومواقيتها، والله أعلم .

وقال الشافعي : الموقوت - والله أعلم -: الوقت الذي تصلى فيه وعددها .

التالي السابق


الخدمات العلمية