صفحة جزء
وما كان العذاب في قبضة نوح، إنما هو بيد الله ينزله في الوقت الذي يعلمه سبحانه وتعالى مناسبا، لذا قال: قال إنما يأتيكم به الله إن شاء وما أنتم بمعجزين [ ص: 3704 ]

إنما أداة قصر، أي: لا يأتيكم به إلا الله، إن شاء يأتيكم به في زمانه الذي يشاء أن يكون فيه. وما أنتم بمعجزين أي: إنه لا محالة نازل بكم في وقته الذي حدده الله تعالى في علمه، وإنكم لستم مع طاغوتكم بمعجزين لله سبحانه وتعالى; ذلك أنهم ضعفاء لا يقفون أمام إرادة القاهر الجبار.

وإن عمل نوح ليس إنزال العذاب، إنما ذلك من عند الله، وعمله هو النصح، فإن لم ينفع النصح، فالله تعالى يريد أن تستمروا في طريقكم فتقعوا في العذاب بإرادتكم، إذا اخترتم طريقها وصرتم في مجرفها حتى انتهيتم إليها.

التالي السابق


الخدمات العلمية