صفحة جزء
وإن ذلك شأن الإجرام في الحاضر والماضي يدخل بالاستهزاء في قلوب المجرمين، ولذا قال تعالى: كذلك نسلكه في قلوب المجرمين .

والسلك إدخال الشيء في غيره كإدخال الخيط في الإبرة والرمح في المطعون والسهم في الهدف، والضمير في نسلكه يعود إلى الضلال والتعصب والاستهزاء، وهذا كله مفهوم من سياق الكلام، ويصح أن يعود الضمير [ ص: 4074 ] إليه على أنه معنى تضمنه القول، والمؤدى على ذلك كذلك الذي كان من السابقين من الأمم الذين سبقوا قومك من الاستهزاء برسلهم والضلال والحماقة، نسلكه وندخله في قلوب المجرمين من قومك، وأظهر في موضع الإضمار لوصفهم بالإجرام في هذا المسلك الذي سلكوه سيرا على نمط ماضيهم من المجرمين، فالإجرام متصل الحلقات بعضها آخذ بحجز بعض، لا ينفصل عنه ولا ينفصم عنه.

التالي السابق


الخدمات العلمية