صفحة جزء
عذاب أتباع إبليس

وبين سبحانه جزاء الغاوين فقال:

وإن جهنم لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم

أقسم إبليس اللعين لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين وقرر الله تعالى العلي - أنه لا يتبعه إلا الضالون، بعد ذلك أن جهنم موعدهم أجمعين، كأنهم اتفقوا جميعا على مكان يلتقون فيه تحقيقا لوعد وعدوه بمبادلة التزيين والإغواء؛ ولذا قال تعالى مصورا ذلك اللقاء فقال تعالى: وإن جهنم لموعدهم أجمعين وفي ذلك من التهكم بهم، وكأنهم في أخذهم بأسباب استحقاقهم لجهنم ودخولهم فيها، كانوا قد اتفقوا على موعد يلتقون فيه جميعا، وهو جهنم نار الله الموقدة.

وقد أكد سبحانه دخولهم جهنم بـ (إن) المؤكدة والجملة الاسمية و(اللام) في قوله تعالى: لموعدهم أجمعين وبالتأكيد اللفظي في قوله تعالى: أجمعين

[ ص: 4090 ] وقد قلنا: إنه يفهم من القول وإشاراته البيانية أن عدد العصاة أكثر، وعدد الأبرار أقل؛ لأن الأبرار هم صفوة الإنسانية، والصفوة من كل شيء أقله وليس أكثره.

التالي السابق


الخدمات العلمية