صفحة جزء
إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل وما لهم من ناصرين .

الخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - الذي كان حريصا على هداية قومه، والحرص هو الرغبة الشديدة في أمر من الأمور، وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - راغبا في هداية قومه، والضمير في (هداهم) يعود على الذين قالوا: ما أشركنا نحن ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء. [ ص: 4177 ] وجواب الشرط في إن تحرص على هداهم هو قوله تعالى: فإن الله لا يهدي من يضل و يضل هنا معناها: من كتب عليه الضلالة، وقدرها له في قدره المحتوم ولوحه المحفوظ؛ وذلك لأنه سلك سبيل الغواية ولم يتفكر ويتدبر، وسيطرت عليهم أوهام المادة، والجاه والسلطان وحب السيطرة فإنه تكتب عليه الضلالة، ولترك الله تعالى له سادرا في غلوائه يكون كمن يضله.

وما لهم من ناصرين أي: لا أحد ينصرهم، وهذا يومئ إلى أنهم يعتريهم عذاب أليم، لا ينقذهم منه ولي ولا ناصر لهم، وفيه دلالة على أنهم ما داموا قد رتعوا في الغي، فلا يمكن أن يكون لهم هاد مرشد، وهذا كقوله تعالى: إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء

وإن هذا الجحود سببه أمران:

الأمر الأول - الاستكبار، وقد تكلمت الآيات القرآنية في آثاره.

والأمر الثاني - جحود اليوم الآخر، وقولهم: إن هي إلا حياتنا الدنيا نلهو ونلعب،

التالي السابق


الخدمات العلمية