صفحة جزء
وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين أي: ولم يكن يرجو أن يكون ولدا صالحا تقر به أعينهما؛ بتقواه؛ واستقامته؛ بل توقع منه الشر؛ أو علمه مما علمه الله (تعالى)؛ ولذا قال: فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا أي: علمنا؛ مما علمنا الله؛ أنه سيكون منه شر كبير؛ فبسبب ذلك خشينا أن يكون منه إرهاق نفسي ومادي لهما؛ ويطغى عليهما؛ ويكفر؛ فمعنى "أن يرهقهما "؛ أي: ينزل بهما رهقا؛ "طغيانا "؛ يطغى به عليهما؛ فلا يكون بارا بهما؛ بل يكون عاقا لهما يؤذيهما؛ "وكفرا "؛ يكون سبة لهما؛ ومصدر إيذاء؛ قتله لذلك؛ ولأنه أراد لهما ذرية طيبة طاهرة تقر به أعينهما; ولذا قال:

التالي السابق


الخدمات العلمية