صفحة جزء
[ ص: 4590 ] ونراه صار مكونا من حديد؛ ممسوكا بالنحاس؛ فصار قويا؛ سادا كل الثغرات؛ وبذلك صار مرتفعا عاليا فوق طاقتهم أن يرتفعوا إلى أعلاه؛ وينزلوا إلى أسفله؛ عند الذين استغاثوا منهم; ولذا قال (تعالى): فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا إذا كان قد بنى ذلك البناء المحكم؛ وبأدوات قوية لا تنقض؛ وبهندسة نضدت زبر الحديد؛ وأسكب ذوب النحاس ؛ فإن يأجوج ومأجوج لا قبل لهم بالوصول إلى أرضهم؛ يبيدون فيها الحرث والنسل.

فما اسطاعوا أن يظهروه أي: أن يعلوا إلى ظهره؛ لأنه بني مرتفعا ارتفاعا فوق طاقتهم أن يصعدوا إليه؛ وما استطاعوا له نقبا وما استطاعوا أن ينقبوه في جانب من جوانبه; لأنه حديد مصهر؛ ثم تجمد مستقى؛ وبعد أن وفق ذو القرنين ذلك التوفيق؛

التالي السابق


الخدمات العلمية