صفحة جزء
قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا "؛ الخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم -؛ والاستفهام للتقرير؛ فكأنهم سئلوا؛ فأجابوا مقررين بأنهم الأخسرون أعمالا؛ و "الأخسرون "؛ جمع "أخسر "؛ وهو أفعل تفضيل؛ يراد به الذين بلغوا من الخسران أقصاه؛ فلا خسارة فوق خسارتهم؛ أو أنهم - بالنسبة للمؤمنين - أكثر خسارة؛ لأن المؤمنين إن خسروا في الدنيا متاعها؛ فأولئك خسروا ما هو أعظم؛ وهو متاع الآخرة؛ وكان في ذلك موازنة بين حال المؤمنين؛ وحال الكافرين؛ فالمؤمنون - وإن كانوا قد فقدوا بعض متاع الدنيا - ففي مقابل ذلك فقد الكافرون متاع الآخرة؛ فكانوا الأخسرين حقا وصدقا؛ وخسارة المؤمنين لا تذكر - بجوار خسارتهم -؛ وقد ذكر - سبحانه - ركن الخسارة؛ وقوامها؛ فقال - عز من قائل -:

التالي السابق


الخدمات العلمية