صفحة جزء
وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا أي: ما يسوغ؛ ولا يعقل أن يكون للرحمن ولد؛ لعدم الحاجة إلى الولد؛ أولا؛ ولمخالفته للحوادث؛ ثانيا؛ ولأن الولد يحتاج إلى صاحبة؛ ثالثا; ولأنه لا قديم إلا الله؛ رابعا; لأنه يؤدي - كأصله الفلسفي - إلى أن الأشياء تنشأ عن الله (تعالى)؛ كما ينشأ المعلول عن علته؛ والله فاعل مختار يفعل ما يريد. [ ص: 4692 ] "ينبغي "؛ فعل مطاوعة من "بغى "؛ أي: طلب بشدة لحاجته؛ وفعل المطاوعة كما ذكرنا هو الفعل بمعالجة؛ ومحاولة؛ وذلك لا يكون من الله - سبحانه وتعالى -؛ وذكر وصف "الرحمن "؛ جل جلاله؛ لأنه - كما ذكرنا - ينافي وصف الرحمة للعالمين; ولذا قال (تعالى) - في وصفه بالرحمة للعالمين؛ وأنها تعمهم؛ ولا يخص بعضهم؛ ولا يكون ولد بالولادة؛ لأنه لا صاحبة؛ ولا بالتبني؛ لأنه ليس من جنسه:

التالي السابق


الخدمات العلمية