صفحة جزء
معجزته

وما تلك بيمينك يا موسى قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى قال ألقها يا موسى فألقاها فإذا هي حية تسعى قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء آية أخرى لنريك من آياتنا الكبرى اذهب إلى فرعون إنه طغى

خاطب الله موسى - عليه السلام - بأنه اختاره رسولا نبيا؛ واصطفاه بكلامه؛ ولكن يظهر أنه كان يخاطب بكلام الله (تعالى) من وراء حجاب؛ وأنه كان يوحي إليه بتعليماته وأحكامه؛ ولذا قال له - وهو يكلمه - فاستمع لما يوحى فكان خطاب الله [ ص: 4713 ] (تعالى) بكلامه من وراء حجاب؛ وخطابه له بالوحي كغيره من الرسل؛ خاطبه الله (تعالى) بالمعجزة؛ وأعطاه ما يدل على صدقه؛ وهو العصا؛ وضم يده إلى جناحه وإخراجها من غير سوء؛ مع آيات أخرى كانت تجيء كل آية في مناسبتها.

قال (تعالى) - لنبيه وكليمه -: وما تلك بيمينك يا موسى الاستفهام للتنبيه إلى حالها التي عليها؛ من أنها خشب شجر؛ أو نحوها؛ وإلى ما ستؤول إليه بعد ذلك من أنها حية تسعى؛ و "بيمينك "؛ صلة لموصول محذوف؛ وقامت الصلة مشيرة إليه؛ أي: وما تلك التي بيمينك؟ وكان التنبيه والإشارة إلى كونها؛ ولكن موسى عدل عن بيان ما هي عليه؛ وعن مادتها؛ إلى بيان ما يستخدمها؛ واكتفى في بيان ماهيتها بقوله:

التالي السابق


الخدمات العلمية