صفحة جزء
إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيا الضمير ضمير الشأن؛ أي: إنه الحال؛ والشأن المقرر الثابت؛ من يأت ربه مجرما أي: مرتكبا الآثام؛ كاسبا لها؛ قد سيطرت عليه آثامه؛ واستغرقت نفسه؛ فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيا وهذا القول يحتمل أن يكون من كلام السحرة؛ الذين آمنوا؛ وذلك ظاهر السياق; لأن الكلام فيما ردوا به على فرعون؛ ويحتمل أن يكون وصفا لما يجري على الأشقياء بحكم الله (تعالى)؛ وقضائه؛ ويرشح لهذا ما جاء بعد ذلك من ثواب المتقين؛ وقوله (تعالى) لمن يدخل جهنم: لا يموت فيها ولا يحيا وهذا وصف عميق للذين يخلدون في النار؛ فهم لا يموتون ليستريحوا راحة الموت؛ إذ يفقدون الحس شقاء أو نعيما؛ ولا يحيون حياة كريمة؛ فيها متعة الأحياء؛ ولكنها عذاب وآلام؛ فهم لا يموتون فيها ولا يحيون; إذ هي حياة الألم المرير المستمر الذي لا ينقطع.

التالي السابق


الخدمات العلمية