صفحة جزء
[ ص: 5002 ] وقد بين - سبحانه وتعالى - بعد ذلك أن الرسالة المحمدية مقصورة على الإنذار؛ وليس عليه أن يؤمنوا؛ فقال: قل يا أيها الناس إنما أنا لكم نذير مبين الخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم -؛ وهو أمر له - صلى الله عليه وسلم -؛ "قل "؛ يا رسول الله (تعالى)؛ حاسما لهم: "يا أيها الناس "؛ الخطاب للناس كافة؛ وللمشركين من أهل مكة خاصة؛ إنما أنا لكم نذير مبين "إنما "؛ للقصر؛ والقصر هنا لأنهم طلبوا استعجال العذاب؛ ولضلالهم البعيد؛ ولاستمكان الغفلة عن الحق في قلوبهم؛ يقولون للنبي: " فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين " ؛ فيقول لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بأمر ربه: إن عملي فيكم؛ ورسالتي إليكم؛ أني نذير؛ موضح؛ مبين لكم الحق والشريعة؛ والعذاب أمره إلى الله (تعالى) وحده؛ وكذلك الثواب والعقاب إليه وحده؛ وكل امرئ بما كسب رهين؛ ولذا قال - سبحانه -:

التالي السابق


الخدمات العلمية