صفحة جزء
إن هو إلا رجل به جنة فتربصوا به حتى حين ؛ " جنة " ؛ بكسر الجيم؛ أي: ما هو إلا رجل به جنون؛ فتربصوا به ؛ الفاء لترتيب ما بعدها على ما قبلها؛ أي: إذا كان به جنون فتربصوا به حتى حين؛ أي: إلى حين [ ص: 5065 ] يستفيق ويرشد؛ و " التربص " : انتظار زوال أمر؛ أو مجيئه؛ أي: انتظروه حتى يفيق؛ أو يعرض عن هذه الدعوة؛ وكذلك قال قوم محمد - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: مجنون؛ وقالوا: إن كان الذي يأتيك رئيا من الجن؛ بذلنا من أموالنا ما نكشفه عنك؛ وهكذا تشابهت أقوال الكفار؛ لأنها تنبع جميعا من نفوس غير مؤمنة؛ وتشك في القول الحكيم المرشد.

يئس نوح من إيمان قومه؛ أو الأكثرين منهم؛ وقال له الله (تعالى): وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون ؛ فاتجه إلى ربه ضارعا؛ طالبا النصرة؛

التالي السابق


الخدمات العلمية