صفحة جزء
وإن أهل هذه القرون أرسل إليهم رسل؛ فقال (تعالى): فأرسلنا فيهم رسولا منهم أن اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون ؛ في هذا النص أنه - سبحانه وتعالى - أرسل إليهم رسولا؛ مع أن الذين جاؤوا بعد نوح رسل في أقاليم مختلفة؛ وفي قرون متوالية؛ رسولا بعد رسول؛ وربما يكونون عدة رسل في جيل واحد؛ كإبراهيم ولوط؛ وكموسى وهارون؛ ولكن أفرد ذكر الرسول لأنهم جميعا جاؤوا برسالة واحدة؛ وهي التوحيد؛ والإصلاح؛ فهم - وإن [ ص: 5070 ] تعددوا - هم كرسول واحد؛ وذكرت الدعوة بالصيغة التي ذكرت بها دعوة نوح - عليه السلام -: أن اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون ؛ و " أن " ؛ هنا؛ تفسيرية; لأن ما بعدها تفسير لـ فأرسلنا ؛ أي: أرسلناهم بأن يقولوا: اعبدوا الله ما لكم من إله غيره؛ أي: ليس لكم من إله؛ أي إله غيره؛ أفلا تتقون ؛ وقد تقدم ذكر معناها قريبا؛

التالي السابق


الخدمات العلمية