صفحة جزء
[ ص: 5084 ] فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون ؛ " الزبر " ؛ جمع " زبرة " ؛ أو اسم جنس جمعي ، وهو الذي يفرق فيه بين المفرد والجمع بالتاء؛ أو بياء النسب ، كـ " روم " ؛ و " رومي " ، و " الزبرة " : قطعة من الحديد ، وقد شبهت الجماعات المختلفة في نزاعها بزبر الحديد ، من حيث إن كل واحدة شديدة في التمسك بما عندها؛ كأنها صلب الحديد ، لا تترك رأيها ، كما لا تتفرق زبر الحديد؛ أي: اختلفوا متقطعين متنابزين غير مجتمعين في أمرهم ، بحيث لا متسع للالتقاء فيما بينهم ، يتحزبون في تفكيرهم: كل حزب بما لديهم فرحون أي: كل جماعة متحزبة متعصبة لما عندها ، فرحة به ، وتحسب أنه الحق الذي لا ريب فيه ، وهو الضلال المبين ، وإن التحزب لفكرة يدفع إلى التعصب لها ، والتعصب يعمي ويصم ، وتقديم الجار والمجرور بما لديهم ؛ لبيان أهميته عندهم.

وهنا ننبه إلى أن الفاء في قوله: فتقطعوا ؛ فاء السببية ، وهي بهذا المعنى يرجح أن معنى " الأمة " ؛ ما بدر لنا ، وتبعا أن يكون معناها: دين التوحيد; لأنه لا يترتب عليه التقاطع والتفرق.

التالي السابق


الخدمات العلمية