صفحة جزء
أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون ؛ هذه الآية الكريمة متصلة بما قبلها; إذ مغزى الآية السابقة أن الله (تعالى) ينذرهم بأنهم بعد حين سيتسلط عليهم العباد المؤمنون ، وإذا كانت نقمة الله (تعالى) نازلة بهم لا محالة على أيدي عباد الله الصابرين ، فلا يصح أن يظنوا أن الله يسارع لهم في الخيرات ، أيحسبون ؛ الاستفهام للاستنكار؛ بمعنى النفي؛ مع رميهم بالجهل والغرور ، أي: لا يحسبوا أن الذي نمدهم من مال وبنين ، وكل أسباب القوة؛ مسارعة لهم في خير لهم ، إنما هو مطاولة ، وإمهال من غير إهمال ، بل لا يشعرون ؛ " بل " ؛ للإضراب ، أي: إضراب عن هذا الزعم الذي يزعمونه ، والحسبان الذي يظنون ، إنما هم لا يشعرون ، أي: لا يشعرون بما يرتكبون من جرائم ، ولا يشعرون بأن عذاب الله واقع ، ولذا لا يستعدون.

التالي السابق


الخدمات العلمية