صفحة جزء
وقال - سبحانه - في الوصف الثالث: والذين هم بربهم لا يشركون ؛ " الشرك " ؛ يجيء دائما من أوهام تسيطر على النفس الإنسانية ، فتجعلها تعتقد قوة في حجر ، أو في شخص ، وقد تكون مسوغات موهمة ، وقد يكون الوهم نفسيا من ذات النفس ، ونفس المؤمن سليمة صافية؛ فيها نور الحق ، قد استضاءت به ، وعمرت بذكر الله (تعالى)؛ وامتلأت به؛ فلا تضل أبدا ، ولذا قال (تعالى) - في الوصف الثالث من أوصاف المؤمنين -: والذين هم بربهم لا يشركون ؛ إنهم يعترفون أن العبادة لا تكون إلا للقادر على كل شيء؛ الذي لا مثيل له؛ الواحد في ذاته وصفاته وخلقه ، فهم كما عرفوا آياته وأذعنوا ، فهم أيضا يذعنون لمعاني الوحدانية ، فلا يشركون به شيئا ، وفي الجملة السامية التوكيدات في الآيات السابقة؛ وإن من أجل صفات المؤمنين؛ كما أشرنا من قبل؛ أنهم يستصغرون حسناتهم ، ويستكثرون أخطاءهم ، ولذا قال فيهم رب العالمين:

التالي السابق


الخدمات العلمية