صفحة جزء
وهو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون ؛ الضمير يعود على ذي الجلال والإكرام؛ والواو عاطفة؛ " ذرأ " ؛ معناها: أظهر؛ ونشر؛ فهو الله - جل جلاله - هو الذي أظهرنا في الأرض؛ ونشرنا في أقاليم شتى في الأرض؛ وجعلنا ألوانا وألسنة مختلفة؛ وتلك من آيات الله (تعالى)؛ كما قال - جلت قدرته -: ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم ؛ وذكر - سبحانه وتعالى - في قوله: في الأرض ؛ إشارة إلى أن الانتشار في عموم الأرض كلها؛ وإشارة إلى أننا منها؛ وبثنا الله (تعالى) فيها؛ وإليها نعود؛ ثم قال (تعالى) - مبينا المآل -: وإليه تحشرون ؛ تقديم الجار فيه معنى الاختصاص؛ أي: إليه وحده تحشرون؛ لا يكون معكم شيء مما تدعون من دونه؛ وقال - سبحانه -: تحشرون ؛ أي: تجمعون محشورين غير مفرقين؛ بل يكونون جمعا لا تفاوت فيه.

التالي السابق


الخدمات العلمية