صفحة جزء
وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين ؛ هذا موضع الكشف عن ضمائرهم؛ وهو الخضوع لحكم الله ورسوله؛ وإذا دعوا إلى الله ورسوله؛ والدعوة إلى الله ورسوله؛ ليحكم بينهم؛ الضمير يعود عليهم؛ على أنه ضمير الواحد؛ مع أنهما اثنان؛ الله ورسوله؛ ولكن لوحدة حكمهما؛ وأنه واحد؛ عاد الضمير عليهما بالواحد؛ وذلك كقوله (تعالى): من يطع الرسول فقد أطاع الله ؛ مع هذا الإيمان الذي أظهروه؛ والطاعة التي أبدوها؛ يفاجؤون بأن فريقا منهم يعرض؛ فـ " إذا " ؛ الفجائية تدل على المنافرة الشديدة بين ما يعلنون من إيمان وطاعة؛ وبين ما يظهر من حالهم من معاندة الأحكام وعدم خضوع لها؛ ووصف - سبحانه - إعراضهم؛ مؤكدا له بالجملة الاسمية؛ وتصديره بكلمة " هم " ؛ ووصفهم بالإعراض كأنه حالهم المستمرة؛ ولا علاقة بين ما أعلنوا وأظهروا؛ وبين ما أسروا وأخفوا.

التالي السابق


الخدمات العلمية