1. الرئيسية
  2. زهرة التفاسير
  3. تفسير سورة البقرة
  4. تفسير قوله تعالى وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم
صفحة جزء
بناء الكعبة

وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم

* * *

كان بناء الكعبة من الكلمات التي اختبر الله تعالى بها نبيه إبراهيم ، فقد قلنا إن المراد من الكلمة مدلولاتها من أمر ونهي ، ونحوها ، وقد أمر الله تعالى نبيه إبراهيم ببناء الكعبة لتكون المزار ، وبها نسك الحج ; ولذا قال تعالى : وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل و " إذ " ظرف زمان دال على الماضي ، ويتعلق بمحذوف تقديره اذكر أو اذكروا الوقت الذي كان يرفع فيه القواعد من البيت وإسماعيل ، وذكر الوقت ليس بذكر الزمان المجرد إنما يكون بذكر الوقائع التي وقعت فيه ، وإنها تكون قليلة خطيرة ، لها أثرها فيما وراءها ، وحكى الله تعالى قصة البناء بقوله تعالى : وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وعبر بفعل المستقبل ، وهي واقعة في الماضي ; لأن الفعل المضارع يصور الواقع كأنه حاضر تستحضره ، وتراه : شيخ هو خليل الله تعالى وشاب هو ذبيح الله تعالى يقومان معا ببناء البيت ، [ ص: 404 ] ويتضرعان إلى الله تعالى في كل حجر يضعانه ، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم .

والقواعد جمع قاعدة ، وهي الأساس لما فوقها ، وكل حجر يوضع هو قاعدة لما فوقه ، والحجر الثاني قاعدة للثالث ; ولذا قال تعالى : وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وعبر سبحانه عن وضع القواعد بعضها فوق بعض بـ " يرفع " ; لأن البناء هو الغاية من الوضع ، فعبر سبحانه وتعالى عن الفعل بغايته ونهايته .

وإن إبراهيم الخليل وولده الطاهر الذبيح المحتسب ، لا يبنيان لذات البناء ولا لغرض دنيوي ولا للمأوى والسكن ، بل استجابة لأمر الله تعالى ، بأمره ، ويتضرعان بالبناء ، طالبين قبوله .

ولقد ذكرنا أن البناء كان بأمر الله ، روى البخاري وجاء مثله في مصنف عبد الرزاق أن إبراهيم عليه السلام كان يزور ولده - الذي تركه في البيداء - الوقت بعد الآخر ، فجاءه وقد صار فتى سويا وتزوج فوجده يصلح النبل ، فقال : يا إسماعيل إن ربي عز وجل أمرني أن أبني له بيتا ، فقال الابن البار المطيع : أطع ربك عز وجل ، قال : إنه قد أمرني أن تعينني عليه ، فقال الشاب القوي : إذن أفعل ، فقام فجعل إبراهيم يبني ، وإسماعيل يناوله الحجارة ، ويقولان : ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم حتى ارتفع البناء وضعف الشيخ عن نقل الحجارة فقام على حجر المقام فجعل يناوله الحجارة ، ويقولان ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم .

والدعاء على ما بينه الحديث كان محفوفا بالعمل فهما يعملان بأيديهم ، ويحملان على عاتقهما ، وقلوبهما ضارعة بالدعاء وألسنتهما لاهجة بالثناء على الله تعالى ، والتقرب إليه ، وقد قيل إن إبراهيم الخليل كان يبني وإسماعيل كان يدعو ، وذلك يخالف النص في القرآن ويخالف الحديث ويخالف منطق العبادة ، فإنه لا تكون عبادة أحدهما بالدعاء مغنية عن عبادة الآخر .

[ ص: 405 ] وإن هذا العمل من الخليل إبراهيم ، وابنه الذبيح المفدى ، يدل على أن أي عمل يمكن أن يكون عبادة إذا كان لله تعالى . . نعم إن ذلك العمل كان استجابة لأمر الله ، فهو أجل من أي عمل ، ولكن ذلك لا يمنع أن أي عمل فيه أداء فرض كفاية يكون بأمر الله ما دام مطلوبا لصالح الجماعة ، وإذا اقترنت به نية القربى كان عبادة ، ولقد قال - صلى الله عليه وسلم - : " لا يؤمن أحدكم حتى يحب العمل لا يحبه إلا لله " .

أقام إبراهيم خليل الله مع ابنه المطيع لأبيه وربه البناء ، ودارا حول جدرانه يتممانها ، وهما يحفانه بدعائهما ربنا تقبل منا وقد أحسا بالاستجابة ، لكمال الضراعة ، وخاطبا ربهما في إحساس بالقرب منه قائلين : إنك أنت السميع العليم وقد أكدا أن علمه تعالى علم من يسمع من غير أذن ، وعلم من يعلم علم إحاطة لا يخفى عليه شيء ; أكداه أولا بالجملة الاسمية ، وأكداه بإن ، وأكداه بالتأكيد اللفظي بتكرار " أنت " وأكداه بتعريف الطرفين ، أي أنه لا سميع غيرك ، ولا عليم سواك ، وهكذا كانت ضراعة الإيمان .

أتم إبراهيم بناء الكعبة ، وكان مما اختبره الله به ، ومن الكلمات التي أتمها كما أشرنا إلى ذلك .

وقد اتجه الأواب الحليم بعد أن دعا ربه بقبول عمله ، إذ قال : تقبل منا أي اقبله راضيا عنا ; لأن التقبل أبلغ من القبول ، إذ القبول المجرد أقل من التقبل برضا ، وجزاء لهذا العمل .

اتجه خليل الله تعالى إلى ربه داعيا لجماعته ، بعد دعائه لنفسه وابنه ، فقال هو وابنه عليهما السلام : ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك

الواو في قوله تعالى واجعلنا مسلمين لك عاطفة على قوله تعالى : ربنا تقبل منا وكرر بين المعطوفين كلمة ربنا للشعور بكمال ربوبية الله تعالى ، وبكمال [ ص: 406 ] الضراعة له سبحانه ، فتكرار الربوبية شعور بذكر الله تعالى دائما ، وبذكر نعمه ، وأنه كالئ هذا الوجود كله .

واجعلنا جعل هنا بمعنى صير ، وكون ; أي اجعل في كوننا ووجودنا أن نكون مسلمين لك ، أي مخلصين لك ولوجهك الكريم ، والإسلام هنا بمعنى الإخلاص والاستسلام ، وأن يكونا لله وحده ، مثل قوله تعالى : بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون وإن الإيمان والإسلام هنا بمعنى واحد ، بل إن الإسلام في هذا المقام درجة عالية بعد الإيمان ، فالإيمان تصديق وإذعان والإسلام هنا تصديق وإذعان ، وإسلام النفس والعقل والجوارح كلها لله تعالى ، فهو أعلى درجات الإيمان .

وإنهما لم يدعوا لأنفسهما فقط ، بل دعوا أيضا لذريتهما ، فقالا في دعائهما الضارع المخلص ، ومن ذريتنا أمة مسلمة لك أي : واجعل في ذريتنا أمة مسلمة لك .

و" من " هنا للتبعيض ، والمعنى اجعل بعض ذريتنا أمة مسلمة ، أي مؤمنة مصدقة مذعنة مسلمة وجهها لك ، بحيث تكون كلها لك .

وقالوا : إن الدعاء لبعض الأمة اتعاظا بقول الله تعالى له : لا ينال عهدي الظالمين ونحن نرى أن " من " بيانية ; لأن الدعاء لله تعالى يكون بأعلى ما يطلب لا بأدناه ، والمعنى اجعل من ذريتنا أمة مسلمة ، أي اجعل ذريتنا أمة مسلمة لك ، والمقام مختلف عن دعاء الإمامة ; لأن الإمامة لا تكون للجميع ، إنما تكون للبعض المختار منها ، الذي يصلح أن يكون قدوة تتبع .

والأمة هنا الجماعة التي تجتمع على فكرة ثابتة قائمة .

هذا دعاء إبراهيم - عليه السلام - لذريته ، وهو دعاء أب شفيق مخلص يرتاد لذريته أكمل المناهج ، وأتم الإخلاص والضراعة ولقد دعا عليه السلام هو وابنه المخلص المطيع قالا : وأرنا مناسكنا أي اجعلنا نبصر ونعلم مناسكنا ، والمناسك [ ص: 407 ] جميع منسك ، وأصل النسك الطهارة ، وأصله الغسل والتنظيف ، ثم أطلق بمعنى العبادة عامة ، ويطلق على العباد بالحج ، وإقامة شعائره من طواف ، وسعي وذبح ورمي جمار بعد الوقوف بعرفة ، وبالمزدلفة ، ويقال كما ذكرنا لكل عبادة ، ومن ذلك الناسك بمعنى المنصرف للعبادة .

وما المراد بالمناسك هنا ; ، فسرها بعض العلماء بأنها العبادات الدينية سواء أكانت تتعلق بالحج ، أم تعم كل العبادات كالصلاة والصوم والزكاة وغيرها ، ومنها الحج .

وقال بعض المفسرين إنها مناسك الحج من طواف ، وسعي وذبح هدي ووقوف بعرفة والمزدلفة ورمي الجمار ، وغير ذلك من شعائر الحج .

وإني أميل إلى تعميم مدلول المناسك ليشمل كل العبادات الشرعية .

والدعاء الذي يدل على قوة الإحساس الديني ، وقوة إسلام الوجه هو قوله تعالى : وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم التوبة : الرجوع إلى الله تعالى ، وتاب عليه بمعنى قبل التوبة ، ومعنى وتب علينا اقبل توبتنا ، وارجع علينا بالمغفرة إنك أنت التواب الرحيم ، والتواب صيغة مبالغة من تائب ، والمراد منها قبول التوبة ، وكأن المعنى : إننا تبنا ومن الله تعالى قبول التوبة في رحمة ، فالتواب كثير القبول لتوبة التائبين ، كما قال تعالى في آية أخرى : غافر الذنب وقابل التوب وإن قبول التوبة ، والإكثار من قبولها هو من رحمة الله تعالى ; ولذا قرن في هذه الآية الكريمة قبول التوبة ووصفه سبحانه وتعالى بها بوصفه بالرحمة ; لأن من رحمته أن يقبل التوبة فهي من فضل الله تعالى ورحمته لا عن استحقاق .

وهنا يسأل السائل : إن الأنبياء معصومون عن الذنوب ، فلم يتوبون ، فإنه لا يحصل منهم ذنوب تستوجب التوبة والغفران ؟ والجواب عن ذلك أن التوبة رجوع إلى الله وتقرب إليه سبحانه ، والتوبة على ذلك مراتب : [ ص: 408 ] المرتبة الأولى وهي أدناها الإقلاع عن الذنوب بالندم على ارتكابها والابتعاد عنها ، واعتزام ألا تقع من بعد ذلك وهذه تكون للعصاة الذين ارتكبوا كبائر أو أصروا على صغائر ، وقد دعاهم الله تعالى إلى أن ينيبوا إلى ربهم فقال تعالى : قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا

المرتبة الثانية : وهي متوسطة بين أعلاها وأدناها ، وهي الاستغفار عما يكون من خطأ أو نسيان ، أو هفوات إنسانية فقط مما يؤاخذ عليه الأبرار الأطهار ، وهو الذي ينطبق عليه قول بعضهم : حسنات الأبرار سيئات المقربين .

المرتبة الثالثة : وهي الإحساس بالقصور في حق الله تعالى لفرط إيمانهم ، وقربهم من الله ، وهذه توبة الأطهار من النبيين والرسل ، فهذه توبة إبراهيم . والتوبة كيفما كانت رتبتها عبادة ، وأهل الله يقولون : رب معصية أورثت ذلا خير من طاعة أورثت دلا ، فالطاعة من الأنبياء لا تورث دلا ، بل نفوسهم لقربهم من الله تحس بالذل له ، فيتوبون ، ثم يتوبون .

وإن نبي الله وخليله وابنه لا يكتفيان بالدعوة لذريتهما ولأنفسهما بالتوبة ، بل يطلبان هاديا مرشدا لهم من بعدهما ; ولذلك يقولان في دعواتهما : ربنا وابعث فيهم رسولا منهم الواو عاطفة عطفت " ابعث " على " واجعل " ، واعترضت كلمة ربنا لكمال الضراعة والشعور بنعمة الربوبية ، والرسول هو المرسل من قبل الله تعالى ، وبعثه تكليفه بالقيام برسالة ربه ، وتبليغها ، و " فيهم " أي في وسطهم على أنه منهم ، ليكون بهم أرحم وعليهم أعطف ، ولهم أكف ، كما قال تعالى : لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم

، وواضح أن الرسول الذي دعا إبراهيم وإسماعيل ببعثته هو محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وقد روي أنه قال إجابة لنفر من الصحابة قالوا : يا رسول الله عرفنا بنفسك ، فقال : " نعم ، أنا دعوة إبراهيم ، وبشرى عيسى " فإبراهيم عليه السلام دعا ، ببعثه وعيسى بشر به كما قال تعالى : وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول [ ص: 409 ] الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد

وقد نكر " رسولا " للتعظيم ، أي رسولا عظيما كريما منهم . وقد ذكر إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام ما أرسل به إليهم فقال : يتلو عليهم آياتك والآيات هنا هي الآيات القرآنية ، والقرآن هو المعجزة الكبرى الدالة على نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - ، ومعنى " يتلو " يقرؤها مرتلة تتلو كل كلمة أختها ، ويتلوها عليهم يعني يقرؤها فقد نزل مرتلا كما قال تعالى : وقال الذين كفروا لولا نـزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا أي أنزلناه كذلك لنثبت به فؤادك باستمرار نزوله ، ولنعلمك ترتيله حتى تحفظه ، وقيل إن الآيات هي الدلائل على نبوته ، وإذا علمنا أن المعجزة الكبرى الدالة على رسالة محمد هي القرآن المتلو ، تكون النتيجة واحدة ، وهي أن المتلو القرآن .

وكان عمل النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد أن يتلو عليهم الآيات مرتلة ترتيلا ، أن يعلمهم علم الكتاب من أوامر ونواه لهم تبيينا ، ولذا قال تعالى : ويعلمهم الكتاب والحكمة والكتاب هو القرآن لأنه الكتاب الكامل الذي إذا أطلق اسمه انصرف إليه ، لأنه الكامل كمالا مطلقا .

وتعليم الكتاب بتبيين أحكامه ، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - هو المبين له ، والشارح لأحكامه ; ولذلك قال تعالى : وأنـزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نـزل إليهم

فتعليمهم الكتاب هو تعليم أحكامه ، وبيان شرائعه ، وما اشتمل عليه ، و " الحكمة " : قال الشافعي : إنها السنة ; ولذلك اقترنت بالكتاب باعتبارها المصدر الثاني وروى ابن وهب عن الإمام مالك رضي الله تعالى عنه : المعرفة بالدين والفقه في التأويل والفهم الذي هو منحة ونور من الله تعالى ، وقيل : الحكمة هي الحكم ، والفصل في عدالة بين الناس .

[ ص: 410 ] وإن الحكمة معناها حسن التدبير للأمور ، وفهمها وفقه الدين ، ومعرفة أسراره ، وفي الجملة هي المعنى الجامع لصفة الإسلام وإدراك غاياته ، وعلاجه للأمور ، وسياسة الناس ، وتصريف الأمور معهم ، وكانت جلسات النبي - صلى الله عليه وسلم - تحوي الكثير من أدب النفس ، وتعليم لياقة المجتمع والتقريب والتأليف بين النفوس ، وكل ذلك من الحكمة النبوية حتى لقد قال أبو حنيفة : إن ساعة في حضرة النبي - صلى الله عليه وسلم - تغني عن فقه سنين . وإن عمل النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد تلاوة الكتاب وتعليمه تزكية النفوس وتنميتها وتطهيرها فقال تعالى : ويزكيهم أي يطهرهم من رجس الجاهلية وينميهم ، بمعنى ينمي فيهم قوة الخلق وقوة الدين ، وما يكون سببا لنمو عددهم وشيوع أمر الإسلام ، وبقائه خالدا قائما .

وإنه يستفاد من هذا أن القرآن الكريم يتعبد بتلاوته وأشار إلى ذلك قوله : يتلو عليهم آياتك ويعلم الشرع منه ; إذ فيه كله ، ويشير إلى هذا قوله تعالى : ويعلمهم الكتاب

وإن النبي - صلى الله عليه وسلم - يهذب النفوس ، ويزكي القلوب بتعليم الحكمة والتزكية .

وقد ختم إبراهيم عليه السلام دعوته بالضراعة إلى ربه فقال : إنك أنت العزيز الحكيم العزيز : هو ذو العزة . وتتضمن معنى القدرة والمنعة ، والغلب ، والسلطان ، أي أنت الغالب المعز العزيز الحكيم المدبر المنظم للوجود ، الواضع كل شيء في موضعه بإحكام .

وأكد هذين الوصفين بإن المؤكدة ، وبتوكيد القول ، بقوله " أنت " ، وبتعريف الوصفين الدال على اختصاصه سبحانه وتعالى بالعزة والسلطان ، فلا عزة لأحد بجوار عزته ، ولا سلطان لأحد بجوار سلطانه .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية