أسرار التكرار في القرآن

الكرماني - محمود بن حمزة الكرماني

صفحة جزء
سورة يونس

180 - قوله تعالى : إليه مرجعكم ، وفي هود : إلى الله مرجعكم ؛ لأن ما في هذه السورة خطاب للمؤمنين والكافرين جميعا ، يدل عليه قوله : [ ص: 139 ] ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا . . . الآية . وكذلك ما في المائدة : مرجعكم جميعا ؛ لأنه خطاب للمؤمنين والكافرين ، بدليل قوله : فيه مختلفون . وما في هود خطاب للكفار ، يدل عليه : وإن تولوا فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير .

181 - قوله : وإذا مس الإنسان الضر بالألف واللام ؛ لأنه إشارة إلى ما تقدم من الضر في قوله : ولو يعجل الله للناس الشر فإن الضر والشر واحد ، وجاء الضر في هذه السورة بالألف واللام ، وبالإضافة ، وبالتنوين .

182 - قوله : وما كانوا ليؤمنوا بالواو ؛ لأنه معطوف على قوله : " ظلموا " من قوله : لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات ، وفي غيرها بالفاء للتعقيب .

183 - قوله : فمن أظلم بالفاء لموافقة ما قبلها ، وقد سبق في الأنعام .

184 - قوله : ما لا يضرهم ولا ينفعهم سبق في الأعراف .

185 - قوله : فيما فيه يختلفون في هذه السورة ، وفي غيرها : فيما هم فيه يختلفون بزيادة " هم " لأن في هذه السورة تقدم فاختلفوا فاكتفى به عن إعادة الضمير .

186 - وفي الآية : بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض بزيادة " لا " وتكرار " في " ؛ لأن تكرار " لا " مع النفي كثير حسن ، فلما كرر " لا " ؛ كرر " في " ؛ تحسينا للفظ بالألف ؛ [ ص: 140 ] لأنه وقع في مقابلة أنجيتنا ، ومثله في سبإ في موضعين ، والملائكة .

187 - قوله : فلما أنجاهم بالألف ؛ لأنه في مقابلة أنجيتنا .

188 - قوله : فأتوا بسورة مثله ، وفي هود : بعشر سور مثله مفتريات ؛ لأن ما في هذه السورة تقديره : سورة مثل سورة يونس ، فالمضاف محذوف في السورتين ، وما في هود إشارة إلى ما تقدمها من أول الفاتحة إلى سورة هود ، وهو عشر سور .

189 - قوله : وادعوا من استطعتم في هذه السورة ، وكذلك في هود " 13 " ، وفي البقرة : شهداءكم ؛ لأنه لما زاد في هود السور ؛ زاد في المدعوين ، ولهذا قال في " سبحان " : قل لئن اجتمعت الإنس والجن ، مقترنا بقوله : بمثل هذا القرآن ، والمراد : به كله .

190 - قوله : ومنهم من يستمعون إليك بلفظ الجمع ، وبعده : ومنهم من ينظر إليك بلفظ المفرد ؛ لأن المستمع إلى القرآن كالمستمع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، بخلاف النظر ، فكان في المستمعين كثرة ، فجمع ليطابق اللفظ المعنى ، ووحد ينظر حملا على اللفظ ، إذا لم يكثر كثرتهم .

191 - قوله : ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا في هذه الآية فحسب ؛ لأن قوله قبله : ويوم نحشرهم جميعا ، وقوله : إليه مرجعكم جميعا يدلان على ذلك ، فاكتفى به .

192 - قوله : لكل أمة أجل إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ؛ [ ص: 141 ] لأن التقدير فيها : لكل أمة أجل ، فلا يستأخرون ساعة إذا جاء أجلهم ، فكان هذا فيمن قتل ببدر . والمعنى : لم يستأخروا .

193 - قوله : ألا إن لله ما في السماوات والأرض . ذكر بلفظ " ما " في هذه الآية ، ولم يكرره ؛ لأن معنى " ما " ههنا : المال ، فذكر بلفظ " ما " دون " من " ، ولم يكررها بقوله قبله : ولو أن لكل نفس ظلمت ما في الأرض .

194 - قوله : ألا إن لله من في السماوات ومن في الأرض . ذكر بلفظ " من " وكرر ؛ لأن هذه الآية نزلت في قوم آذوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فنزلت : ولا يحزنك قولهم ، فاقتضى لفظ " من " ، وكرر ؛ لأن المراد : من في الأرض ههنا ، لكونهم فيها ، لكن قدم ذكر من في السماوات تعظيما ، ثم عطف من في الأرض على ذلك .

195 - قوله : ما في السماوات وما في الأرض ذكر بلفظ " ما " ، وكرر ؛ لأن بعض الكفار قالوا : اتخذ الله ولدا ، فقال سبحانه : له ما في السماوات وما في الأرض ، فكان الموضع موضع " ما " ، وموضع التكرار للتأكيد والتخصيص .

196 - قوله : ولكن أكثرهم لا يشكرون ، ومثله في النمل ، وفي البقرة ، ويوسف ، والمؤمن : " ولكن أكثر الناس لا يشكرون " ؛ لأن في هذه السورة تقدم ولكن أكثرهم لا يعلمون ، فوافقه ، وفي غيرها جاء بلفظ الصريح .

197 - وفيها أيضا قوله : في الأرض ولا في السماء ، فقدم الأرض لكون المخاطبين فيها ، ومثله في آل عمران ، وإبراهيم ، [ ص: 142 ] وطه ، والعنكبوت .

198 - وفيها : إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون ، بناء على قوله : ومنهم من يستمعون إليك ، ومثله في الروم : إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون فحسب .

199 - قوله : قالوا اتخذ الله ولدا بغير واو ؛ لأنه اكتفى بالفاء عن الواو العاطف ، ومثله في البقرة على قراءة ابن عامر : " قالوا اتخذ الله ولدا " .

200 - قوله : فنجيناه سبق ، ومثله في الأنبياء والشعراء .

201 - قوله : كذبوا سبق ، وقوله : نطبع على قد سبق .

202 - قوله : من فرعون وملئهم بالجمع ، وفي غيرها : " وملئه " ؛ لأن الضمير في هذه السورة يعود إلى الذرية ، وقيل : يعود إلى القوم ، وفي غيرها يعود إلى فرعون .

203 - قوله : وأمرت أن أكون من المؤمنين ، وفي [ ص: 143 ] النمل : من المسلمين ؛ لأن ما قبله في هذه السورة : المؤمنين فوافقه ، وفي النمل وافق ما قبله وهو قوله : فهم مسلمون . وقد تقدم في يونس : وأمرت أن أكون من المسلمين .

التالي السابق


الخدمات العلمية