أسرار التكرار في القرآن

الكرماني - محمود بن حمزة الكرماني

صفحة جزء
سورة فاطر

414 - قوله - جل وعلا - : والله الذي أرسل الرياح بلفظ الماضي ، موافقة لأول السورة : الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا ؛ لأنهما للماضي لا غير ، وقد سبق .

415 - قوله : وترى الفلك فيه مواخر بتقديم [ ص: 210 ] فيه موافقة لتقدم ومن كل تأكلون ، وقد سبق .

416 - قوله : جاءتهم رسلهم بالبينات وبالزبر وبالكتاب بزيادة الباءات ، قد سبق .

417 - قوله : مختلفا ألوانها ، وبعده : ألوانها ، ثم : ألوانه ؛ لأن الأول يعود إلى ثمرات ، والثاني يعود إلى الجبال ، وقيل : يعود إلى الحمر ، والثالث يعود إلى بعض الدال عليه " من " ؛ لأنه ذكر " من " ولم يفسره كما فسره في قوله : ومن الجبال جدد بيض وحمر ، فاختص الثالث بالتذكير .

418 - قوله : إن الله بعباده لخبير بصير بالصريح ، وبزيادة اللام ، وفي الشورى : إنه بعباده خبير بصير ؛ لأن المتقدمة في هذه السورة لم يكن فيها ذكر الله فصرح باسمه سبحانه ، وفي الشورى متصل بقوله : ولو بسط الله الرزق فخص بالكناية .

ودخل اللام في الخبر موافقة لقوله : إن ربنا لغفور شكور .

419 - قوله : جعلكم خلائف في الأرض على الأصل ، قد سبق . و أولم يسيروا سبق . و على ظهرها سبق بيانه .

420 - قوله : فلن تجد لسنت الله تبديلا ولن تجد لسنت الله تحويلا كرر . وقال في الفتح : ولن تجد لسنة الله تبديلا ، وقال في سبحان : ولا تجد لسنتنا تحويلا ، التبديل : [ ص: 211 ] تغيير الشيء عما كان عليه . قيل : مع بقاء مادة الأصل ، كقوله تعالى : بدلناهم جلودا غيرها ، وكذلك : تبدل الأرض غير الأرض والسماوات . والتحويل : نقل الشيء من مكان إلى مكان آخر . وسنة الله سبحانه لا تبدل ولا تحول ، فخص هذا الموضع بالجمع بين الوصفين ، لما وصف الكفار بوصفين ، وذكر لهم غرضين ، وهو قوله : ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتا ولا يزيد الكافرين كفرهم إلا خسارا ، وقوله : استكبارا في الأرض ومكر السيئ .

وقيل : هما بدلان من نفورا ، فكما ثنى الأول والثاني ، ثنى الثالث ليكون الكلام كله على غرار واحد .

وقال في الفتح : ولن تجد لسنة الله تبديلا فاقتصر على مرة واحدة ، لما لم يكن للتكرار موجب .

وخص ( سبحان ) بقوله : تحويلا " 77 " ؛ لأن قريشا قالوا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( لو كنت نبيا لذهبت إلى الشام ؛ فإنها أرض المبعث والمحشر ) . فهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بالذهاب إليها ، فهيأ أسباب الرحيل والتحويل ، فنزل جبريل - عليه السلام - بهذه الآيات : وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها ، وختم الآيات بقوله : تحويلا ؛ تطبيقا للمعنى .

التالي السابق


الخدمات العلمية