صفحة جزء
الدعاء لكل مناسبة

[فصل]

ويستحب إذا مر بآية رحمة أن يسأل الله تعالى من فضله، وإذا مر بآية عذاب أن يستعيذ بالله من الشر ومن العذاب، أو يقول: اللهم إني أسألك العافية، أو أسألك المعافاة من كل مكروه، أو نحو ذلك، وإذا مر بآية تنزيه لله تعالى نزه فقال: سبحانه وتعالى، أو تبارك وتعالى، أو جلت عظمة ربنا؛ فقد صح عن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنهما - قال: صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى، فقلت: يصلي بها في ركعة فمضى، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ ترسلا، [ ص: 92 ] إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ رواه مسلم في صحيحه.

وكانت سورة النساء في ذلك الوقت مقدمة على آل عمران.

قال أصحابنا - رحمهم الله تعالى -: ويستحب هذا السؤال والاستعاذة والتسبيح لكل قارئ، سواء كان في الصلاة أو خارجا منها .

قالوا: ويستحب ذلك في صلاة الإمام والمنفرد والمأموم؛ لأنه دعاء، فاستووا فيه، كالتأمين عقب الفاتحة.

وهذا الذي ذكرناه من استحباب السؤال والاستعاذة هو مذهب الشافعي - رضي الله عنه - وجماهير العلماء رحمهم الله.

قال أبو حنيفة - رحمه الله تعالى -: ولا يستحب ذلك بل يكره في الصلاة، والصواب قول الجماهير لما قدمناه.

التالي السابق


الخدمات العلمية