صفحة جزء
[فصل]

وينبغي أن لا يقصد به توصلا إلى غرض من أغراض الدنيا من مال، أو رياسة، أو وجاهة، أو ارتفاع على أقرانه، أو ثناء عند الناس، أو صرف وجوه الناس إليه، أو نحو ذلك.

ولا يشوب المقرئ إقراءه بطمع في رفق يحصل له من بعض من يقرأ عليه، سواء كان الرفق مالا أو خدمة - وإن قل - ولو كان على صورة الهدية التي لولا قراءته عليه لما أهداها إليه، قال تعالى: من كان يريد حرث الآخرة نـزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب وقال تعالى: من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد الآية.

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من تعلم علما يبتغي به وجه الله تعالى لا يتعلمه إلا ليصيب به غرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة .

رواه أبو داود بإسناد صحيح.

ومثله أحاديث كثيرة.

وعن أنس وحذيفة وكعب بن مالك - رضي الله عنهم - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: [ ص: 35 ] من طلب العلم ليماري به السفهاء أو يكاثر به العلماء أو يصرف به وجوه الناس إليه فليتبوأ مقعده من النار .

رواه الترمذي من رواية كعب بن مالك ، وقال: أدخله النار .

التالي السابق


الخدمات العلمية