الناسخ والمنسوخ للقاسم بن سلام

الهروي - أبو عبيد القاسم بن سلام الهروي

صفحة جزء
[ ص: 248 ] باب : الشراب وما نسخ من حله بالتحريم

قال أبو عبيد : وجدنا في الأشربة منسوخين والسكر نسخ حلهما بالتحريم .

450 - فأما الخمر فإن حجاجا حدثنا ، عن ابن جريج ، وعثمان بن عطاء ، عن عطاء الخراساني ، عن ابن عباس في قوله : يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير وقال في سورة النساء : لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ثم نسختها هذه الآية : يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان الآية ، إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر الآية قال : فالميسر القمار ، والأنصاب حجارة كانوا يذبحون لها أو عليها " شك أبو عبيد قال الله تبارك وتعالى : وما ذبح على النصب قال : والأزلام القداح ، كانوا يقتسمون بها الأمور

[ ص: 249 ]

451 - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في قوله : يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير فالميسر : القمار ، كان الرجل في الجاهلية يخاطر على أهله وماله قال : وقوله : لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون قال : كانوا لا يشربونها عند الصلاة ، فإذا صلوا العشاء شربوها ، ثم إن ناسا من المسلمين شربوها ، فقاتل بعضهم بعضا ، وتكلموا بما لا يرضي الله عز وجل ، فأنزل الله عز وجل : إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان الآية قال : فالميسر : القمار ، والأنصاب : الأوثان ، والأزلام : القداح كانوا يستقسمون بها

452 - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا عبد الرحمن ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن أبي ميسرة قال : قال عمر : " اللهم بين لنا في الخمر ، فنزلت : لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون فقال : اللهم بين لنا في الخمر ، فنزلت : قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما فقال : اللهم بين لنا في الخمر ، فنزلت : إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس الآية ، فهل أنتم منتهون ، فقال عمر : قد انتهينا إنما تذهب المال وتذهب العقل

[ ص: 250 ]

453 - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا هشيم قال : أخبرنا مغيرة ، عن أبي رزين قال : " شربت الخمر بعد الآية التي في البقرة والتي في النساء ، فكانوا يشربونها حتى تحضر الصلاة ، فإذا حضرت الصلاة تركوها قال : ثم حرمت في المائدة في قوله : فهل أنتم منتهون قال : فانتهى القوم عنها ، فلم يعودوا فيها

454 - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا ابن بكير ، عن الأوزاعي قال : قرئ علينا كتاب عمر بن عبد العزيز : " إن الله عز وجل أنزل في الخمر ثلاث آيات من كتابه : يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير الآية قال : " فتركها الناس بعض الترك ، ثم أنزل الله عز وجل : يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون فاجتنبوها إذا حضرت الصلاة ، ثم أنزل الله عز وجل : إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس الآية

455 - ويروى عن الأوزاعي ، أن كتاب عمر بن عبد العزيز ورد على بعض عماله ، أن " لا تحمل الخمر من قرية إلى قرية ولا من مدينة إلى مدينة ولا تباعن في سوق من الأسواق . قال الأوزاعي : فأخبرني من سمع القاسم بن

[ ص: 251 ] مخيمرة
يقول : وكتاب عمر بن عبد العزيز يقرأ بما في تلك النسخة قال الأوزاعي : فرأيت الروايا تشقق ،

قال أبو عبيد : " فهذا ما في الخمر "

التالي السابق


الخدمات العلمية