صفحة جزء
[ ص: 441 ] 6- باب: ذكر الآيات اللواتي ادعي عليهن النسخ في سورة الأعراف

ذكر الآية الأولى: قوله تعالى: وذروا الذين يلحدون في أسمائه ، قال ابن زيد : نسخها الأمر بالقتال ، وقال غيره هذا تهديد لهم وهذا لا ينسخ .

ذكر الآية الثانية: قوله تعالى: وأملي لهم إن كيدي متين قال المفسرون: المراد بكيده مجازاة أهل الكيد ، والمكر ، وهذه خبر ، فهي محكمة ، وقد ذهب من قل علمه من منتحلي التفسير إلى أن معنى الآية الأمر للنبي صلى الله عليه وسلم بمتاركتهم ، قال: ونسخ معناها بآية السيف ، وهذا قول لا يلتفت إليه .

[ ص: 442 ] ذكر الآية الثالثة: قوله تعالى: خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين العفو الميسور وفي الذي أمر بأخذ العفو ثلاثة أقوال: أحدها: أخلاق الناس ، قاله ابن عمر ، وابن الزبير ، والحسن ، ومجاهد ، فعلى هذا يكون المعنى: اقبل الميسور من أخلاق الناس ولا تستقص عليهم فتظهر منهم البغضاء ، فعلى هذا هو محكم .

والقول الثاني: أنه المال ، ثم فيه قولان: أحدهما: أن المراد بعفو المال الزكاة ، قاله مجاهد في رواية الضحاك .

والثاني: أنها صدقة كانت تؤخذ قبل فرض الزكاة ، ثم نسخت بالزكاة روي عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال القاسم وسالم : [ ص: 443 ] العفو شيء في المال سوى الزكاة ، وهو فضل المال ما كان عن ظهر غنى .

والثالث: أن المراد به مساهلة المشركين والعفو عنهم ، ثم نسخ بآية السيف ، قاله ابن زيد ، وقوله: وأعرض عن الجاهلين فيهم قولان: أحدهما: أنهم المشركون أمر بالإعراض عنهم ، ثم نسخ ذلك بآية السيف .

والثاني: أنه عام فيمن جهل أمر بصيانة النفس عن مقابلتهم على سفههم ، وأن واجب الإنكار عليهم ، وعلى هذا تكون الآية محكمة وهو الصحيح .

[ ص: 444 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية