صفحة جزء
[ ص: 555 ] 34- باب: ذكر ما ادعي عليه النسخ في سورة الزمر

ذكر الآية الأولى: قوله تعالى: إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون ، قال المفسرون: هذا حكم الآخرة ، وهذا أمر محكم ، وقد ادعى بعضهم نسخها بآية السيف ، وعلى هذا يكون الحكم حكم الدنيا بأن أمر بقتالهم .

ذكر الآية الثانية: قوله تعالى: إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم ، قد ادعى قوم نسخها بقوله: ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر وقد منعنا ذلك في ذكر نظيرتها في الأنعام .

[ ص: 556 ] ذكر الآية الثالثة: قوله تعالى: فاعبدوا ما شئتم من دونه ليس هذا بأمر وإنما هو تهديد ، وهو محكم فهو كقوله: اعملوا ما شئتم ، وقد زعم بعض من لا فهم له أنه منسوخ بآية السيف ، وإنما قال هذا لأنه ظن أنه أمر ، وهذا ظن فاسد وخيال رديء .

ذكر الآية الرابعة والخامسة: قوله تعالى: قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم ، زعم بعض المفسرين أنهما نسختا بآية السيف ، وإذا كان معناهما التهديد والوعيد ، فلا وجه للنسخ .

[ ص: 557 ] ذكر الآية السادسة: قوله تعالى: فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنت عليهم بوكيل قد زعم قوم: أنها منسوخة بآية السيف ، وقد سبق كلامنا في هذا الجنس أنه ليس بمنسوخ .

ذكر الآية السابعة: قوله تعالى: قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون زعم بعض ناقلي التفسير أن معناه نسخ بآية السيف ، وليس هذا بصحيح ، لأن حكم الله بين عباده في الدنيا بإظهار حجج المحقين ، وإبطال شبه الملحدين ، وفي الآخرة بإدخال هؤلاء الجنة ، وهؤلاء النار ، وهذا لا ينافي قتالهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية