صفحة جزء
[ ص: 574 ] 40- باب: ذكر ما ادعي عليه النسخ في سورة الجاثية

قوله تعالى: قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله جمهور المفسرين على أنها منسوخة ، لأنها تضمنت الأمر بالإعراض عن المشركين ، واختلفوا في ناسخها على أربعة أقوال: أحدها: آية السيف .

" أخبرنا عبد الوهاب الحافظ ، قال: أبنا أبو الفضل بن خيرون ، وأبو طاهر الباقلاوي ، قالا: أبنا ابن شاذان ، قال: أبنا أحمد بن كامل ، قال: أبنا محمد بن سعد ، قال: حدثني أبي ، قال: حدثني عمي ، عن أبيه ، عن جده ، عن ابن عباس " قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ، قال: كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يعرض عن المشركين إذا آذوه ، وكانوا يستهزئون به ويكذبونه ، فأمره الله أن يقاتل المشركين كافة ، فكان هذا من المنسوخ " .

روى الضحاك ، عن ابن عباس ، قال: نسخت بآية السيف أخبرنا المبارك بن علي ، قال: أبنا أحمد بن الحسين ، قال: أبنا البرمكي ، قال: أبنا محمد بن إسماعيل ، قال: أبنا أبو بكر بن أبي داود ، قال: [ ص: 575 ] بنا يعقوب بن سفيان ، قال: أبنا أبو صالح ، قال: حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس رضي الله عنهما " قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ونحو هذا من القرآن مما أمر الله فيه بالعفو عن المشركين ، فإنه نسخ ذلك بقوله: فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وقوله: قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر أخبرنا إسماعيل بن أحمد ، قال: أبنا عمر بن عبيد الله ، قال: أبنا ابن بشران ، قال: أبنا إسحاق بن أحمد ، قال: أبنا عبد الله بن أحمد ، قال: حدثني أبي ، قال: أبنا عبد الرزاق ، قال: أبنا معمر ، عن قتادة " قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ، قال: نسختها فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم .

والقول الثاني: أن ناسخها قوله في الأنفال: فإما تثقفنهم في الحرب وقوله في براءة وقاتلوا المشركين كافة رواه سعيد ، عن قتادة .

" أخبرنا إسماعيل بن أحمد ، قال: أبنا عمر بن عبيد الله ، قال: أبنا ابن بشران ، قال: أبنا إسحاق بن أحمد ، قال: أبنا عبد الله بن أحمد ، قال: حدثني [ ص: 576 ] أبي ، قال: أبنا عبد الوهاب ، عن سعيد ، عن قتادة ، فإما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم .

والثالث: قوله: قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر .

" أخبرنا ابن ناصر ، قال: أبنا ابن أيوب ، قال: أبنا ابن شاذان ، قال: أبنا أبو بكر النجاد ، قال: أبنا أبو داود ، قال: أبنا أحمد بن محمد ، قال: أبنا ابن رجاء ، عن همام ، عن قتادة " قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ثم نسخ ، فقال: قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله الآية .

والرابع: قوله: أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا ، قاله أبو صالح .

ويمكن ، أن يقال: أنها محكمة لأنها نزلت على سبب ، وهو أنهم نزلوا في غزاة بني المصطلق على بير ، فأرسل عبد الله بن أبي غلامه ليستقي الماء ، فأبطأ عليه فلما أتى ، قال: ما حبسك ؟ ، قال: غلام عمر ما ترك أحدا يستقي حتى ملأ قرب النبي ، وقرب أبي بكر ، وملأ لمولاه ، فقال عبد الله : ما مثلنا ومثل هؤلاء إلا كما قيل: سمن كلبك يأكلك ، فبلغ قوله عمر [ ص: 577 ] فاشتمل بسيفه يريد التوجه إليه فنزلت هذه الآية ، رواه عطاء ، عن ابن عباس .

التالي السابق


الخدمات العلمية