صفحة جزء
[ ص: 466 ] قال ( فإذا كان قبل يوم التروية بيوم خطب الإمام خطبة يعلم فيها الناس الخروج إلى منى والصلاة بعرفات والوقوف والإضافة ) والحاصل أن في الحج ثلاث خطب : أولها ما ذكرنا ، والثانية بعرفات يوم عرفة ، والثالثة بمنى في اليوم الحادي عشر ، فيفصل بين كل خطبتين بيوم . وقال زفر رحمه الله : يخطب في ثلاثة أيام متوالية أولها يوم التروية لأنها أيام الموسم ومجتمع الحاج . ولنا أن المقصود منها التعليم . ويوم التروية ويوم النحر يوما اشتغال ، فكان ما ذكرناه أنفع وفي القلوب أنجع


( قوله فإذا كان قبل يوم التروية بيوم ) وهو اليوم السابع من ذي الحجة ويوم التروية هو الثامن ، سمي به لأنهم كانوا يروون إبلهم فيه استعدادا للوقوف يوم عرفة . وقيل : لأن رؤيا إبراهيم كانت في ليلته فتروى فيه في أن ما رآه من الله أو لا ، من الرأي وهو مهموز ذكره في طلبة الطلبة .

وقيل : لأن الإمام يروي للناس مناسكهم من الرواية ، وقيل غير ذلك . وهذه الخطبة خطبة واحدة بلا جلوس ، وكذا خطبة الحادي عشر : وأما خطبة عرفة فيجلس بينهما وهي قبل صلاة الظهر والخطبتان الأوليان بعده ( قوله أولها يوم التروية ) قلنا خلاف المروي عنه صلى الله عليه وسلم فإنه روي عنه أنه { خطب في السابع وكذا أبو بكر ، وقرأ علي رضي الله عنه عليهم سورة براءة } .

رواه ابن المنذر وغيره عن ابن عمر رضي الله عنهما ، ولأن تلك الأيام أيام اشتغال على ما لا يخفى فيكون داعية تركهم الحضور فيفوت المقصود من شرع الخطب ( فكان ما ذكرناه أنفع وفي القلوب أنجع ) أي أبلغ

التالي السابق


الخدمات العلمية