صفحة جزء
( ولو قال : أنت طالق ما لم أطلقك أو متى لم أطلقك أو متى ما لم أطلقك وسكت طلقت ) لأنه أضاف الطلاق إلى زمان خال عن التطليق وقد وجد حيث سكت ، وهذا لأن كلمة متى ومتى ما [ ص: 31 ] صريح في الوقت لأنهما من ظروف الزمان ، وكذا كلمة " ما " قال الله تعالى { ما دمت حيا } أي وقت الحياة .


( قوله ولو قال : أنت طالق ما لم أطلقك أو متى لم أطلقك أو متى ما لم أطلقك وسكت طلقت ) باتفاق العلماء لأن متى ظرف زمان ، وكذا " ما " تكون مصدرية نائبة عن ظرف الزمان ، قال : تعالى قاصدا لكلام عيسى عليه السلام { وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا } أي مدة دوامي حيا ، فصار حاصل المعنى إضافة طلاقها إلى زمان خال عن طلاقها ، وبمجرد سكوته وجد الزمان المضاف إليه فيقع .

فلو قال : موصولا أنت طالق بر ، حتى لو قال : متى لم أطلقك فأنت طالق ثلاثا ثم وصل قوله أنت طالق قال : أصحابنا بر ووقعت واحدة ، وقال : زفر : ثلاث ، ولو قال : أنت طالق كلما لم أطلقك وسكت وقعت الثلاث متتابعة لا جملة لأنها تقتضي عموم الإفراد لا عموم الاجتماع ، فإن لم تكن مدخولا بها بانت بواحدة فقط . ولو قال : حين لم أطلقك ولا نية له فهي طالق حين سكت ، وكذا زمان لم أطلقك وحيث لم أطلقك ويوم لم أطلقك . وإن قال : زمان [ ص: 31 ] لا أطلقك أو حين لا أطلقك لم تطلق حتى تمضي ستة أشهر لأن لم تقلب المضارع ماضيا مع النفي وقد وجد زمان لم يطلقها فيه فوقع ، وحيث للمكان وكم مكان لم يطلقها فيه فوقع الطلاق ، وكلمة لا للاستقبال غالبا ، فإن لم تكن له نية لا يقع في الحال ، وإنما يراد بحين ستة أشهر لأنه أوسط استعمالاته إذ يراد به ساعة نحو قوله تعالى { حين تمسون وحين تصبحون } وستة أشهر نحو قوله سبحانه وتعالى { تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها } وأربعون سنة كما في قوله عز ذكره { هل أتى على الإنسان حين من الدهر } والزمان كالحين لأنهما سواء في الاستعمال .

التالي السابق


الخدمات العلمية