صفحة جزء
( وصفة الأذان معروفة ) وهو كما أذن الملك النازل من السماء .


( قوله وهو كما أذن الملك النازل من السماء ) روى الدارقطني بسند فيه عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ بن جبل قال { قام رجل من الأنصار عبد الله بن زيد : يعني إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إني رأيت في النوم كأن رجلا نزل من السماء عليه بردان أخضران نزل على جذم حائط من المدينة فأذن مثنى مثنى ثم جلس ، قال أبو بكر بن عياش : على نحو من أذاننا اليوم قال : علمها بلالا ، فقال عمر : ورأيت مثل الذي رأى ولكنه سبقني } وعبد الرحمن لم يسمع من معاذ فإنه ولد لست بقين من خلافة عمر رضي الله عنه فيكون سنة سبع عشرة من الهجرة ومعاذ توفي سنة تسع عشرة من الهجرة أو ثماني عشرة وهذا عندنا حجة بعد ثقة الرواة . وعبد الله هذا هو ابن زيد بن عبد ربه بن ثعلب بن زيد بن الحارث بن الخزرج [ ص: 241 ] وقيل ليس في نسبه ثعلبة بل ابن زيد بن عبد ربه بن زيد بن الحارث . ولأبي داود وابن خزيمة بسند فيه محمد بن إسحاق عن عبد الله بن زيد رضي الله عنه قال { لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالناقوس يعمل ليضرب به للناس لجمع الصلاة ، طاف بي وأنا نائم رجل يحمل ناقوسا في يده ، فقلت : يا عبد الله أتبيع الناقوس ؟ قال : وما تصنع به ؟ فقلت : ندعو به إلى الصلاة ، قال : أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك ؟ فقلت : بلى ، قال : تقول الله أكبر الله أكبر ، الله أكبر الله أكبر ، أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله ، فساقه بلا ترجيع ، قال : ثم استأخر عني غير بعيد ثم قال : ثم تقول إذا أقمت الصلاة : الله أكبر الله أكبر ، فساق الإقامة وأفردها وثنى لفظة الإقامة ، قال : فلما أصبحت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم } فذكر باقي الحديث ، وفيه { فسمع ذلك عمر وهو في بيته فجعل يجر رداءه ويقول : والذي بعثك بالحق نبيا لقد رأيت مثل ما رأى ، فقال صلى الله عليه وسلم : فلله الحمد } قال ابن خزيمة سمعت محمد بن يحيى الذهلي يقول : ليس في أخبار عبد الله بن زيد في قصة الأذان أصح من هذا إلى أن قال : وخبر ابن إسحاق هذا ثابت صحيح لأن محمد بن عبد الله بن زيد سمعه من أبيه ومحمد بن إسحاق سمعه من محمد بن إبراهيم التيمي وليس هو مما دلسه ابن إسحاق . وقال الترمذي في علله الكبير : سألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث فقال : هو عندي صحيح ، وما أسنده البزار عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه مما أفاد أن الله تعالى لما أراد أن يعلم رسوله الأذان أتاه جبريل بدابة يقال لها البراق ، فذهب يركبها فاستصعبت ، فقال لها : اسكني فوالله ما ركبك عبد أكرم على الله من محمد فساقه ، فأفاد أنه كان في الإسراء أذن ملك فهو خبر غريب ومعارض للخبر الصحيح أن بدء الأذان كان بالمدينة على ما في مسلم : كان المسلمون حين قدموا المدينة يجتمعون ويتحينون الصلاة وليس ينادي لها أحد . فتكلموا في ذلك فقال بعضهم ننصب راية . . . الحديث

التالي السابق


الخدمات العلمية