صفحة جزء
[ ص: 241 ] ( ولا ترجيع فيه ) وهو أن يرجع فيرفع صوته بالشهادتين بعد ما خفض بهما . وقال الشافعي رحمه الله : فيه ذلك لحديث أبي محذورة رضي الله عنه { أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالترجيع } . ولنا أنه لا ترجيع في المشاهير وكان ما رواه تعليما فظنه ترجيعا .


( قوله لحديث أبي محذورة ) عن أبي محذورة { أن النبي صلى الله عليه وسلم علمه الأذان : الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله ، ثم يعود فيقول : أشهد أن لا إله إلا الله مرتين ، أشهد أن محمدا رسول الله مرتين ، حي على الصلاة } . . . الحديث . رواه مسلم هكذا ، والتكبير في أوله مرتان ، وبه يستدل مالك رحمه الله . ورواه أبو داود والنسائي والتكبير في أوله أربعا وإسناده صحيح ( قوله أنه لا ترجيع في المشاهير ) فيه أحاديث منها حديث عبد الله بن زيد بجميع طرقه . ومنها ما في [ ص: 242 ] أبي داود عن ابن عمر قال { إنما كان الأذان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين والإقامة مرة مرة } ، الحديث . ورواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما بسند قال ابن الجوزي بإسناد صحيح ، وسعيد بن المغيرة وثقه ابن حبان . وقال في الإمام : قال ابن أبي حاتم : قال أبي : سعيد بن المغيرة ثقة ، فاحتمل أن يكون ذلك في حديث أبي محذورة لأنه لم يمد بها صوته على الوجه الذي أراده النبي صلى الله عليه وسلم فقال : { ارجع فمد بها صوتك } قاله الطحاوي ، وهو المراد بقول المصنف : وكان ما رواه تعليما أي تعليما لكيفية أذانه فظنه ترجيعا ، واستشكل بما في أبي داود بإسناد صحيح عن { أبي محذورة قال قلت يا رسول الله علمني سنة الأذان ، قال : تقول الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر ، أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله تخفض بها صوتك ، ثم ترفع بها صوتك } فالأولى إثبات المعارضة بين روايتي أبي محذورة في الترجيع فهذه تفيده . وروى الطبراني في الوسط حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله البغدادي ، حدثنا أبو جعفر النفيلي ، حدثنا إبراهيم بن إسماعيل بن عبد الملك بن أبي محذورة قال : سمعت جدي عبد الملك بن أبي محذورة يقول : إنه سمع أباه أبا محذورة يقول { ألقى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم الأذان حرفا حرفا : الله أكبر الله أكبر إلى آخره } ولم يذكر ترجيعا ، فيعارضها فيتساقطان ، ويبقى ما قدمناه من حديث ابن عمر وعبد الله بن زيد سالما من المعارض ، ويعارضها مع رواية ابن عمر رضي الله عنه فيترجح عدم الترجيع لأن حديث عبد الله بن زيد بن عبد ربه هو الأصل في الأذان وليس فيه ترجيع فيبقى معه إلى أن يتحقق خلافه ، لكن خلافه متعارض فلا يرفع حكما تحقق ثبوته بلا معارض

التالي السابق


الخدمات العلمية