صفحة جزء
( ولو حلف لا يأكل خبزا فيمينه على ما يعتاد أهل المصر أكله خبزا ) وذلك خبز الحنطة والشعير لأنه هو المعتاد في غالب البلدان ( ولو أكل من خبز القطائف لا يحنث ) لأنه لا يسمى خبزا مطلقا إلا إذا نواه لأنه محتمل كلامه ( وكذا لو أكل خبز الأرز بالعراق لم يحنث ) [ ص: 127 ] لأنه غير معتاد عندهم حتى لو كان بطبرستان أو في بلدة طعامهم ذلك يحنث .


( قوله ولو حلف لا يأكل خبزا فيمينه على ما يعتاده أهل مصره خبزا وذلك خبز الحنطة والشعير لأنه المعتاد في غالب البلدان ) ولو كان أهل بلده لا يعتادون أكل الشعير لا يحنث به . ولو اعتادوا خبز الذرة كالحجاز واليمن حنث بأكله ولا يحنث بأكل القطائف . وينبغي أن يحنث بأكل الكماج لأنه [ ص: 127 ] خبز وزيادة ، فالاختصاص باسم للزيادة لا للنقص ، ولا يحنث بالثريد لأنه لا يسمى خبزا مطلقا . وفي الخلاصة : حلف لا يأكل من هذا الخبز فأكله بعدما تفتت لا يحنث لأنه لا يسمى خبزا ، ولا يحنث بالعصيد والططماج ، ولا يحنث لو دقه فشربه . وعن أبي حنيفة في حيلة أكله أن يدقه فيلقيه في عصيدة ويطبخ حتى يصير الخبز هالكا ، ولا يحنث في خبز الأرز إلا أن يكون هذا الحالف في بلدة يعتادونه كما في طبرستان والنسبة إليها طبري وهو اسم آمل وأعمالها .

قال السمعاني : سمعت القاضي أبا بكر الأنصاري ببغداد يقول إنما هي تبرستان لأن أهلها كانوا يحاربون بالفاس فعرب فقيل طبرستان . وقال القتبي : طبرستان معناه بالفارسية أخذه الفاس بيده اليمنى ، والمراد بالفاس الطبر وهو معرب تبر ، وهذا لا ينافي ما قال السمعاني بقليل تأمل

قال العبد الضعيف غفر الله تعالى له : وقد سئلت لو أن بدويا اعتاد أكل خبز الشعير فدخل بلدة المعتاد فيها أكل خبز الحنطة واستمر هو لا يأكل إلا الشعير فحلف لا يأكل خبزا فقلت : ينعقد على عرف نفسه فيحنث بالشعير لأنه لم ينعقد على عرف الناس إلا إذا كال الحالف يتعاطاه فهو منهم فيه فيصرف كلامه إليه لذلك ، وهذا منتف فيمن لم يوافقهم بل هو مجانب لهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية