صفحة جزء
قال ( ثم يكبر ويركع ) وفي الجامع الصغير : ويكبر مع الانحطاط { لأن النبي عليه الصلاة والسلام كان يكبر عند كل خفض ورفع } ( ويحذف التكبير حذفا ) [ ص: 297 ] لأن المد في أوله خطأ من حيث الدين لكونه استفهاما ، وفي آخره لحن من حيث اللغة ( ويعتمد بيديه على ركبتيه ويفرج بين أصابعه ) لقوله عليه الصلاة والسلام لأنس رضي الله عنه { إذا ركعت فضع يديك على ركبتيك وفرج بين أصابعك } ولا يندب إلى التفريج إلا في هذه الحالة ليكون أمكن من الأخذ ، ولا إلى الضم إلا في حالة السجود وفيما وراء ذلك يترك على العادة ( ويبسط ظهره ) لأن { النبي عليه الصلاة والسلام كان إذا ركع بسط ظهره } ، [ ص: 298 ] ( ولا يرفع رأسه ولا ينكسه ) لأن النبي عليه الصلاة والسلام كان إذا ركع لا يصوب رأسه ولا يقنعه ( ويقول سبحان ربي العظيم ثلاثا وذلك أدناه ) لقوله عليه الصلاة والسلام { إذا ركع أحدكم فليقل في ركوعه سبحان ربي العظيم ثلاثا وذلك أدناه } أي أدنى كمال الجمع


( قوله وفي الجامع ) ذكر لفظه لأنه نص على المقارنة ، ولفظ القدوري أعم منه ومن غيره لاحتمال الواو إياها وضدها ، وليس بصريح في الخلاف لكن الخلاف نقل صريحا ، فمنهم من قال يكبر قائما ثم يركع لا عند الخفض ، ومنهم من قال يكبر معا لكنه يجهر عند الرفع ويخفي عند الخفض ، والأصح أنه يجهر فيهما ، وينبغي أن يكون بين رجليه حالة القيام قدر أربع أصابع ، وقال الطحاوي في المقارنة هو الصحيح [ ص: 297 ] قوله لكونه استفهاما ) في المبسوط : لو مد ألف الله لا يصير شارعا وخيف عليه الكفر إن كان قاصدا ، وكذا لو مد ألف أكبر أو باءه لا يصير شارعا لأن أكبارا جمع كبر وهو الطبل ، وقيل اسم للشيطان ، ولو مد هاء الله فهو خطأ لغة وكذا لو مد راءه ، ومد لام " الله " صواب ، وجزم الهاء خطأ لأنه لم يجئ إلا في ضرورة الشعر ( قوله ويعتمد بيديه على ركبتيه ) ناصبا ساقيه وإحناؤهما شبه القوس كما تفعل عامة الناس مكروه ذكره في روضة العلماء ( قوله لقوله عليه الصلاة والسلام لأنس رضي الله عنه ) روى الطبراني في الأوسط والصغير بسنده عن أنس قال { قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا يومئذ ابن ثمان سنين ، فذهبت بي أمي إليه فقالت : يا رسول الله إن رجال الأنصار ونساءهم قد أتحفوك ولم أجد ما أتحفك إلا ابني هذا فاقبله مني يخدمك ما شئت ، قال : فخدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فلم يضربني ضربة قط ولم يسبني ولم يعبس في وجهي } فذكره بطوله إلى أن قال فيه : يعني النبي صلى الله عليه وسلم { يا بني إذا ركعت فضع كفيك على ركبتيك ، وفرج بين أصابعك وارفع يديك عن جنبيك } وفي حديث أبي حميد عن صفة صلاته عليه الصلاة والسلام { أنه ركع فوضع راحتيه على ركبتيه } والآثار في ذلك كثيرة .

وأما أثر التطبيق فمنسوخ بما في الصحيحين عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص قال : " صليت إلى جنب أبي وطبقت بين كفي ثم وضعتهما بين فخذي ، فنهاني أبي وقال : كنا نفعل فنهينا عنه ، وأمرنا أن نضع أيدينا على الركب إلا في السجود " .

قيل لأن الرحمة تنزل عليه فيه ، فبالضم ينال أكثر والله سبحانه أعلم ( قوله إذا ركع بسط ظهره ) روى ابن ماجه عن وابصة بن معبد قال { رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ، فكان إذا ركع سوى ظهره حتى لو صب عليه الماء لاستقر } وروى أبو العباس محمد بن إسحاق السراج [ ص: 298 ] في مسنده عن البراء { كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ركع بسط ظهره ، وإذا سجد وجه أصابعه قبل القبلة } وروى الطبراني عن ابن عباس وأبي برزة الأسلمي رضي الله تعالى عنهم مثل حديث وابصة سواء ( قوله لا يصوب رأسه ولا يقنعه ) رواه الترمذي في حديث أبي حميد وصححه ، وكذا ابن حبان .

وأخرج مسلم عن عائشة رضي الله عنها في حديث طويل { فكان إذا ركع لم يشخص رأسه ولم يصوبه ولكن بين ذلك } ( قوله إذا ركع أحدكم ) أخرج أبو داود والترمذي وابن ماجه عنه عليه الصلاة والسلام { إذا ركع أحدكم فليقل ثلاث مرات : سبحان ربي العظيم وذلك أدناه ، وإذا سجد فليقل : سبحان ربي الأعلى ثلاث مرات وذلك أدناه } لفظ أبي داود وابن ماجه وهو منقطع فإن عونا لم يلق عبد الله بن مسعود ( قوله أدنى كمال الجمع ) وأدنى ما يتحقق به ما يكمل به لغة ويصير جمعا على خلاف فيه معلوم ، ومراده أدنى ما يتحقق به كماله المعنوي وهو الجمع المحصل للسنة لا اللغوي ، لأن الفائدة الشرعية حيث أمكنت في لفظه عليه الصلاة والسلام قدم اعتبارها ، غاية الأمر أنه اتفق أن أدنى كمال الجمع لغة هو أدنى ما تحصل به السنة شرعا ولا بدع فيه ، ولو ترك التسبيح أصلا أو أتى به مرة واحدة كره كذا عن محمد ، ولو زاد على الثلاث فهو أفضل بعد أن يختم بوتر خمس أو سبع أو تسع إلا إذا كان إماما والقوم يملون من ذلك

التالي السابق


الخدمات العلمية