صفحة جزء
( ولا يلتفت ) لقوله عليه الصلاة والسلام لو علم المصلي من يناجي ما التفت ( ولو نظر بمؤخر عينه يمنة ويسرة من غير أن يلوي عنقه لا يكره ) لأنه عليه الصلاة والسلام كان يلاحظ أصحابه في صلاته بموق عينيه


وحديث الالتفات غريب باللفظ المذكور وفيه ألفاظ أقربها إليه ما رواه البيهقي في شعب الإيمان عن كعب { ما من مؤمن يقوم مصليا إلا وكل الله به ملكا ينادي : يا ابن آدم لو تعلم ما في صلاتك من تناجي ما التفت } .

وروى الحاكم وصححه أبو داود عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم { لا يزال الله تعالى مقبلا على العبد وهو في صلاته ما لم يلتفت ، فإذا التفت انصرف عنه } والحق أنه حسن . { وعن أنس رضي الله عنه : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إياك والالتفات في الصلاة فإن الالتفات في الصلاة هلكة ، فإن كان لا بد ففي التطوع لا في الفريضة } رواه الترمذي وصححه ، وحد الالتفات المكروه أن يلوي عنقه حتى يخرج عن مواجهة القبلة .

ولو انحرف بجميع بدنه فسدت فبعضه يكره كالعمل الكثير يفسد فالقليل يكره ، وحديث ملاحظته أصحابه إلخ أخرجه الترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما { كان صلى الله عليه وسلم يلحظ في الصلاة يمينا وشمالا ولا يلوي عنقه } قال الترمذي غريب ، قال ابن القطان صحيح وإن كان غريبا لا يعرف إلا من هذا الطريق : يعني طريق الترمذي انتهى .

لكن قد ظهر له طريق آخر في مسند البزار .

التالي السابق


الخدمات العلمية