صفحة جزء
( ولا يعقل كافر عن مسلم ولا مسلم عن كافر ) لعدم التناصر [ ص: 404 ] والكفار يتعاقلون فيما بينهم وإن اختلفت مللهم لأن الكفر كله ملة واحدة . قالوا : هذا إذا لم تكن المعاداة فيما بينهم ظاهرة ، أما إذا كانت ظاهرة كاليهود والنصارى ينبغي أن لا يتعاقلون بعضهم عن بعض ، وهكذا عن أبي يوسف لانقطاع التناصر


( قوله والكفار يتعاقلون فيما بينهم وإن اختلفت مللهم لأن الكفر كله ملة واحدة ) قال بعض الفضلاء : هذا مخالف لما سبق في أول باب جناية المملوك أن أهل الذمة لا يتعاقلون فيما بينهم ، وجوابه أن ذلك مبني على الغالب انتهى . أقول : يأبى هذا الجواب قول المصنف هناك فلا عاقلة بعد قوله إنهم لا يتعاقلون فيما بينهم لأن النكرة المنفية تفيد العموم على ما عرف . فالأولى في الجواب أن يقال : المراد هناك نفي الوقوع : أي لم يقع التعاقل فيما بينهم ، والمراد هنا بيان الجواز : أي وقع التعاقل فيما بينهم جاز ولا يضر اختلاف مللهم تبصر .

التالي السابق


الخدمات العلمية