صفحة جزء
( ونية الإقامة من أهل الكلأ وهم أهل الأخبية ، قيل لا تصح ، والأصح أنهم مقيمون ) يروى ذلك عن أبي يوسف ; لأن الإقامة أصل فلا تبطل بالانتقال من مرعى إلى مرعى


( قوله : فلا يبطل بانتقال من مرعى إلى مرعى ) يعني هم لا يقصدون سفرا بل الانتقال من مرعى إلى مرعى ، وهذا ; لأن عادتهم المقام في المفاوز فكانت في حقهم كالقرى في حق أهل القرى . وعن أبي يوسف أن الرعاء إذا كانوا في ترحال في المفاوز من مساقط إلى مساقط الغيث ومعهم رحالهم وأثقالهم كانوا مسافرين حيث نزلوا مرعى كثير الكلإ والماء واتخذوا المخابز والمعالف والأواري والخيام وعزموا على إقامة خمسة عشر يوما والماء والكلأ يكفيهم ، فإني أستحسن أن أجعلهم مقيمين ، ولا بد من تقييد سفرهم [ ص: 38 ] بذلك بأن يقصدوا في الابتداء موضعا مسيرة ثلاثة أيام حتى ينتقض به حكم الإقامة التي كانت لهم ، بعد ذلك يجيء هذا التفصيل ذكره في البدائع . أما من ليس من أهل البادية بل هو مسافر فلا يصير مقيما بنية الإقامة في مرعى أو جزيرة .

التالي السابق


الخدمات العلمية