صفحة جزء
وأما كلمة : " المصيطرون " ففي قوله تعالى : أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون بالطور . وقد قرأ حفص فيها بوجهين بالصاد الخالصة وبالسين من طريق الشاطبية والطيبة معا والوجهان صحيحان مقروء بهما لحفص والمقدم له في الأداء القراءة بوجه الصاد .

[ ص: 580 ] وأما كلمة : " بمصيطر " ففي قوله سبحانه : عليهم بمصيطر بالغاشية . وقد قرأ حفص فيها بالصاد الخالصة وجها واحدا من طريق الشاطبية فحسب .

وقد أشار إلى هذه الكلمات السبع وأحكامها لحفص العلامة السمنودي في نظمه المسمى تلخيص لآلئ البيان بقوله حفظه الله :


ءأعجمي سهلت أخراها لحفصنا وميلت مجريها     واضمم أو افتح ضعف روم واثبتا
سين ويبصط وثاني بصطة     والصاد في مصيطر خذ وكلا
هذين في المصيطرون نقلا

ا هـ

هذا : وليتحرز مما ذكره فضيلة الدكتور محمد سالم محيسن في كتابه : " الرائد في تجويد القرآن " إذ قال ما نصه : " تجوز القراءة بالسين أو الصاد في الكلمات الآتية : يقبض ويبسط بسورة البقرة ، وزادكم في الخلق بسطة بسورة الأعراف، أم هم المصيطرون بسورة الطور، لست عليهم بمصيطر بسورة الغاشية ا هـ فإن قوله هذا لا يصدق إلا على كلمة " المصيطرون " موضع سورة الطور فحسب كما ذكرنا آنفا .

أما في الكلمات الثلاث الباقية فخطأ إذ لا يجوز الوجهان جميعا في كل موضع منها من طريق الشاطبية الذي عليه العامة وإنما الجائز من ذلك تخصيص موضعي البقرة والأعراف بالقراءة فيهما بالسين وموضع الغاشية بالقراءة فيه بالصاد .

أما قراءة موضعي البقرة والأعراف بالصاد وموضع الغاشية بالسين فهو مما [ ص: 581 ] زادته طيبة النشر على الشاطبية . وتلك طريق يقرأ بها الخاصة من أهل هذا الفن لما يترتب على ذلك من أحكام سبق تقرير بعضها وتحريره فيما تقدم من تنويه . ولا يجوز للقارئ أن يقرأ في موضعي البقرة والأعراف بالصاد وفي موضع الغاشية بالسين إلا إذا علم طريقها وما يترتب عليها من أحكام لا يجوز مخالفتها بحال . وشأن إطلاق الوجوه للناس من غير تقييد أن يوقعهم في خلط طرق روايات القرآن الكريم وقراءة ما لم ينزل كما نص عليه غير واحد من الثقات كالعلامة القسطلاني شارح البخاري وقد تقدم التنبيه على هذا نسأل الله تعالى أن يعيذ المسلمين من ذلك وأن يقيهم سائر المهالك بمنه وكرمه آمين .

هذا : وللدكتور المذكور أخطاء مماثلة في كتابه الآخر في هذا الفن والمرسوم بـ " مرشد المريد إلى عالم التجويد " جرى فيها على سنن ما تعقبناه عليه في كتابه الرائد وكلها تؤدي إلى بدع في التلاوة فليحذرها طلاب العلم في هذا الشأن وبالله التوفيق .

[ ص: 582 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية