صفحة جزء
وإذ جعلنا البيت مثابة [ 125 ]

مفعولان ، والأصل مثوبة قلبت حركة الواو على الثاء فانقلبت الواو ألفا اتباعا لثاب يثوب . قال الأخفش : الهاء في " مثابة " للمبالغة لكثرة من يثوب إليه وأمنا يعطفه على " مثابة " . واتخذوا معطوف على " جعلنا " . قال الأخفش : أي واذكروا إذ اتخذوا ، معطوف على " اذكروا نعمتي " ، ومن قرأ ( واتخذوا ) قطعه من الأول ، وجعله أمرا ، وعطف جملة على جملة . قال أبو جعفر : وقد ذكرنا أنه قيل : الأولى أن يكون " مقام إبراهيم " الذي يصلي إليه الأئمة الساعة ، وإذا كان كذا كان الأولى ( واتخذوا ) لحديث حميد عن أنس . قال أبو جعفر : وذلك الحديث لم يروه عن أنس إلا حميد إلا من جهة ، فضعف ، وليس يبعد " واتخذوا " على الاختيار ، ثم يكون قد عمل به . على أن حماد بن سلمة قد روى عن هشام بن عروة عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر وعمر - رضي الله عنهما - صدرا من خلافته كانوا يصلون بإزاء البيت ، ثم صلى عمر إلى المقام . قال أبو جعفر : " مقام " من قام يقوم يكون مصدرا واسما للموضع ، و " مقام " من أقام ، وتدخلهما [ ص: 260 ] الهاء للمبالغة . وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل في موضع خفض ، ولم ينصرفا لأنهما أعجميان ، وما لا ينصرف في موضع الخفض منصوب لأنه مشبه بالفعل ، والفعل لا يخفض ، هذا قول البصريين . وقال الفراء : كان يجب أن يخفض بلا تنوين ، إلا أنهم كرهوا أن يشبه المضاف في لغة من قال : مررت بغلام يا هذا . أن طهرا بيتي يجوز أن تكون " أن " في موضع نصب والتقدير : بأن . ويجوز أن لا يكون لها موضع ، تكون تفسيرا ؛ لقول سيبويه : تكون بمعنى " أي " . ويقول الكوفيون : تكون بمعنى القول . للطائفين خفض باللام والعاكفين والركع عطف السجود نعت .

التالي السابق


الخدمات العلمية