صفحة جزء
وقرأ الأعمش وحمزة والكسائي : وأما الذين سعدوا [108]

بضم السين ، وقال أبو عمرو والدليل على أنه سعدوا أن الأول شقوا ولم يقل أشقوا ، قال أبو جعفر : رأيت علي بن سليمان يتعجب من قراءة الكسائي ( سعدوا ) مع علمه بالعربية إذ كان هذا لحنا لا يجوز لأنه إنما يقال سعد فلان وأسعده الله جل وعز فأسعد مثل أمرض وإنما احتج الكسائي بقولهم مسعود ولا حجة له فيه لأنه يقال مكان مسعود فيه ثم يحذف فيه ويسمى به واحتج بقول العرب فغر فاه وفغر فوه وكذا شحاه وسار الدابة وسرته ونزحت البئر ونزحتها وجبر العظم وجبرته وذا لا يقاس عليه إنما ينطق منه بما نطقت به [ ص: 304 ] العرب ، قال أبو جعفر : وسمعت علي بن سليمان يقول لو قال لنا قائل كيف تنطقون بالمتعدي من فغر فوه ما قلنا إلا أفغرت فاه وهذا الذي قال حسن ويكون فغر فاه ليس بمتعدي ذلك ولكنها لغة على حدة ( عطاء ) اسم للمصدر ( غير مجذوذ ) من نعته يقال جذه وحذه كما قال :


تجذ السلوقي المضاعف نسجه ويوقدن بالصفاح نار الحباحب



التالي السابق


الخدمات العلمية