صفحة جزء
[ ص: 339 ] ثم استخرجها [76]

فأنث ، ففيه ثلاثة أقوال : منها أن يكون الكناية للصواع ، على لغة من أنث . ومنها أن يكون للسقاية . والجواب الثالث أن يكون للسرقة . وقرأ الحسن : ( ثم استخرجها من وعاء أخيه ) بضم الواو ، ويجوز في غير القرآن "أعاء" مثل "أقتت" و"وقتت " ، ويجوز "إعاء أخيه " ، وهي لغة هذيل ، ومثله "إكاف" و"وكاف". ( كذلك كدنا ليوسف ) الكاف في موضع نصب ؛ أي بأن فعل هذا حتى أخذ أخاه ، ولم يكن يتهيأ له أخذه وحبسه مع الملك بغير حجة ، قال -جل وعز - : ( ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله ) ( أن ) في موضع نصب ، والتقدير : إلا بأن يشاء الله أن يلطف له بمثل هذا الكيد . ( نرفع درجات من نشاء ) هذه قراءة أهل الحرمين وأهل البصرة ، وقرأ أهل الكوفة : ( نرفع درجات ) بالتنوين ، وهو على قراءتهم مما يتعدى إلى مفعولين أحدهما بحرف ، والتقدير : نرفع من نشاء إلى درجات ، إلا أن أكثر كلام العرب على القراءة الأولى يقولون : اللهم ارفع درجته ، ولا يكادون يقولون : اللهم ارفعه درجة . قال مالك بن أنس : سمعت زيد بن أسلم يقول في قوله - عز وجل - : نرفع درجات من نشاء بالعلم . ( وفوق كل ذي علم عليم ) ابتداء وفيه تقديران : أحدهما : وفوق كل ذي علم من هو أعلم منه حتى ينتهي ذلك إلى الله -جل وعز - ، والتقدير الآخر : وفوق كل ذي علم عالم بكل شيء وهو الله -جل وعز - .

التالي السابق


الخدمات العلمية