صفحة جزء
جعلناكم أمة وسطا [ 143 ]

مفعولان . قال القتبي : إنما قيل للخير : وسط ؛ لأن الغلو والتقصير مذمومان ، وخير الأمور أوساطها . قال أبو إسحاق : العرب تشبه القبيلة [ ص: 269 ] بالوادي والقاع ، وخير الوادي وسطه ، وكذا خير القبيلة وسطها . وقيل : سبيل الجليل والرئيس أن لا يكون طرفا ، وأن يكون متوسطا ، فلهذا قيل للفاضل : وسط . لتكونوا لام كي أي لأن تكونوا شهداء خبر ، ويكون عطفا . وقرأ الزهري : ( إلا ليعلم من يتبع الرسول ) " من " في موضع رفع على هذه القراءة ؛ لأنها اسم ما لم يسم فاعله . وجمع قبلة في التكسير قبل ، وفي التسليم قبلات ، ويجوز أن تبدل من الكسرة فتحة ، ويجوز أن تحذف الكسرة . وإن كانت لكبيرة الفراء يذهب إلى أن " إن " واللام بمعنى " ما " و " إلا " . والبصريون يقولون : هي " إن " الثقيلة خففت فصلح الفعل بعدها ولزمتها اللام لئلا تشبه " إن " التي بمعنى " ما " . قال الأخفش : أي وإن كانت القبلة لكبيرة . لرءوف على وزن فعول ، والكوفيون يقرؤون : ( لرؤف ) ، وحكى الكسائي أن لغة بني أسد : لرئف " على فعل .

التالي السابق


الخدمات العلمية