ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا  [ 165 ] 
" من " في موضع رفع بالابتداء ، و " يتخذ " على اللفظ ، ويجوز في غير القرآن : يتخذون 
يحبونهم على المعنى ، ويجوز في غير القرآن : يحبهم ، وهو في موضع نصب على الحال من المضمر الذي في " يتخذ " ، وإن شئت  
[ ص: 276 ] كان نعتا لأنداد ، وإن شئت كان في موضع رفع نعتا لمن على أن " من " نكرة كما قال : 
فكفى بنا فضلا على من غيرنا حب النبي محمد إيانا 
والذين آمنوا أشد ابتداء وخبر 
حبا على البيان 
ولو يرى الذين ظلموا بالياء قراءة أهل 
مكة  ، وأهل 
الكوفة  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=12114وأبي عمرو  ، وهي اختيار 
 nindex.php?page=showalam&ids=12074أبي عبيد   . وقرأ أهل 
المدينة  ، وأهل الشام : ( ولو ترى الذين ) بالتاء . وفي الآية إشكال وحذف ، زعم 
 nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد  أنه اختار القراءة بالياء ؛ لأنه يروى في التفسير أن المعنى : لو يرى الذين ظلموا في الدنيا عذاب الآخرة ؛ لعلموا أن القوة لله . 
قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=11962أبو جعفر   : روي عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=15153محمد بن يزيد  أنه قال : هذا التفسير الذي جاء به 
 nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد  بعيد ، وليست عبارته فيه بالجيدة ؛ لأنه يقدر : ولو يرى الذين ظلموا العذاب ، وكأنه جعله مشكوكا فيه ، وقد أوجبه الله - عز وجل - . ولكن التقدير - وهو قول 
 nindex.php?page=showalam&ids=13674أبي الحسن الأخفش سعيد   - : ولو يرى الذين ظلموا أن القوة لله ، و " يرى " بمعنى يعلم ، أي لو يعلمون حقيقة قوة الله ، فـ " يرى " واقعة على " أن " ، وجواب " لو " محذوف أي لتبينوا ضرر اتخاذهم الآلهة ، كما قال : 
ولو ترى إذ وقفوا على النار ولو ترى إذ وقفوا على ربهم ولم يأت للو  
[ ص: 277 ] جواب . قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري   nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة   : الإضمار أشد للوعيد . قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=11962أبو جعفر   : ومن قرأ : ( ولو ترى ) بالتاء ؛ كان " الذين " مفعولين عنده وحذف أيضا جواب " لو " ، و ( أن ) في موضع نصب أي لأن القوة لله ، وأنشد 
 nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه   : 
وأغفر عوراء الكريم ادخاره     وأعرض عن شتم اللئيم تكرما 
أي لادخاره . وأجاز 
 nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء  أن تكون " أن " في موضع نصب ، نصب على إضمار الرؤية . ومن كسر فقرأ : ( إن القوة لله وإن الله ) جعلها استئنافا ( جميعا ) نصب على الحال . 
وأن الله شديد العذاب عطف على " أن " الأولى .