صفحة جزء
ثم أتبع سببا [ 92 ] .

حتى إذا بلغ بين السدين . . . [ 93 ] .

قراءة أهل المدينة ، وعاصم . وقرأ أهل مكة ، وأبو عمرو : ( بين السدين ) ، والذي بعده كذلك ، وقرأ الكوفيون إلا عاصما بضم هذا وفتح الذي بعده ، وتكلم الناس في السد والسد ؛ فقال عكرمة : كل ما كان من صنع الله - جل وعز - فهو سد بالضم ، وما كان من صنعة بني آدم فهو سد بالفتح . وقال أبو عمرو بن العلاء : السد بالفتح هو الحاجز بينك وبين الشيء ، والسد بالضم ما كان من غشاوة في العين ، وقال عبد الله بن أبي إسحاق : السد بالفتح ما لم يره عيناك ، والسد بالضم ما رأته عيناك . قال أبو جعفر : هذه التفريقات لا تقبل إلا بحجة ودليل ، ولا سيما وقد قال الكسائي : هما لغتان بمعنى واحد . ووقع هذا الاختلاف بلا دليل ولا حجة . والحق في هذا ما حكي عن محمد بن يزيد قال : السد [ ص: 473 ] المصدر ، وهذا قول الخليل وسيبويه ، والسد الاسم . فإذا كان على هذا كانت القراءة بالضم أولى ؛ لأن المقصود الاسم لا المصدر . ( وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا ) هذه قراءة أهل المدينة ، وأبي عمرو ، وعاصم . وقرأ سائر الكوفيين " يفقهون قولا " بضم الياء ، وهو على حذف المفعول ؛ أي لا يكادون يفقهون أحدا قولا ، والأول بغير حذف ، وعلى القراءتين يكون المعنى أنهم لا يفقهون ولا يفقهون .

التالي السابق


الخدمات العلمية