صفحة جزء
لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا [87] .

فيه تقديران: أحدهما أن يكون "من" في موضع رفع البدل من الواو أي لا يملك الشفاعة إلا من اتخذ، والتقدير الآخر أي يكون من في موضع نصب استثناء ليس من الأول, والمعنى لكن من اتخذ عند الرحمن عهدا بأنه يشفع له، والمعنى عند الفراء لا يملكون الشفاعة إلا لمن اتخذ عند الرحمن عهدا .

[ ص: 28 ] ليس أن اللام مضمرة ولكن المعنى عنده على هذا .

قرأ أهل المدينة وأبو عمرو وعاصم ولدا [88] بفتح الواو واللام، وقرأ سائر الكوفيين (ولدا) بضم الواو وإسكان اللام، وفرق أبو عبيد بينهما فزعم أن الولد يكون للأهل والولد جميعا. قال أبو جعفر: وهذا قول مردود عليه لا يعرفه أحد من أهل اللغة، ولا يكون الولد والولد إلا لولد الرجل وولد ولده إلا أن ولدا أكثر في كلام العرب كما قال :


مهلا فداء لك الأقوام كلهم وما أثمر من مال ومن ولد



قال أبو جعفر: وسمعت محمد بن الوليد يقول: يجوز أن يكون ولد جمع ولد، كما يقال: وثن ووثن وأسد وأسد، ويجوز أن يكون ولد وولد جمعا بمعنى واحد كما يقال: عجم وعجم وعرب وعرب .

التالي السابق


الخدمات العلمية