1. الرئيسية
  2. إعراب القرآن للنحاس
  3. شرح إعراب سورة فاطر
  4. قوله تعالى من كان يريد العزة فلله العزة جميعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد
صفحة جزء
من كان يريد العزة [10]

التقدير عند الفراء من كان يريد علم العزة وكذا قال غيره من أهل العلم من كان يريد علم العزة التي لا ذلة معها لأن العزة إذا كانت تؤدي إلى ذلة فإنها هي تعرض للذلة، والعزة التي لا ذلة معها لله جل وعز (جميعا) على الحال. وقدر أبو إسحاق معناه: من كان يريد بعبادة الله جل وعز العزة به فإن الله يعزه في الآخرة والدنيا إليه يصعد الكلم الطيب تم الكلام وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي (إليه يصعد الكلام) والكلم جمع كلمة، وأهل التفسير ابن عباس ومجاهد والربيع بن أنس وشهر بن حوشب وغيرهم قالوا: والمعنى العمل الصالح يرفع الكلم الطيب. وهذا رد على المرجئة والعمل الصالح رفع بالابتداء أو على إضمار فعل. فأما أن يكون مرفوعا بمعنى ويرفعه العمل الصالح فخطأ؛ لأن [ ص: 365 ] الفاعل إذا كان قبل الفعل لم يرتفع بالفعل. هذا قول جميع النحويين إلا شيئا حكاه لنا علي بن سليمان عن أحمد بن يحيى أنه أجاز: زيد قام بمعنى قام زيد. قال أبو جعفر : ويبين لك فساد هذا قول العرب: الزيدان قاما، ولو كان كما قال لقيل: الزيدان قام. والذين يمكرون السيئات بمعنى والذين يعملون السيئات فتكون السيئات مفعولة، ويجوز أن يكون التقدير والذين يسيئون فيكون السيئات مصدرا لهم عذاب شديد خبر "الذين" ومكر أولئك مبتدأ، وهو ابتداء ثان و يبور خبر الثاني، ويجوز أن يكون خبرا عن الأول، ويكون هذا زائدة. وتقول: بار يبور إذا هلك ومنه بارت السوق، ونعوذ بالله جل وعز بوار الأيم.

التالي السابق


الخدمات العلمية