1. الرئيسية
  2. إعراب القرآن للنحاس
  3. شرح إعراب سورة فاطر
  4. قوله تعالى وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية
صفحة جزء
وما يستوي البحران هذا عذب فرات [12]

روى ابن عباس قال: فرات حلو، وأجاج مالح مر. وقرأ طلحة (وهذا ملح أجاج) بفتح الميم وكسر اللام بغير ألف، وأما المالح فهو الذي يجعل الملح لإصلاح الشيء. ومن كل تأكلون لحما طريا لا اختلاف في هذا أنه منهما جميعا. وتستخرجون حلية تلبسونها مذهب أبي إسحاق أن الحلية إنما تستخرج من الملح فقيل: منهما لأنهما مختلطان، وقال غيره: إنما تستخرج الأصداف التي قال فيها الحلية من الدر وغيره، ومن المواضع التي فيها العذب والملح نحو العيون وقال محمد بن يزيد قولا ثالثا هو أحسنها قال: إنما تستخرج الحلية من الملح خاصة، وليس هذا عنده لأنهما مختلطان، ولكن جمعا، ثم خبر عن أحدهما كما قال جل وعز: ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله وكما تقول: لو رأيت الحسن والحجاج لرأيت خيرا وشرا، وكما تقول: لو رأيت الأصمعي وسيبويه لملأت يدك لغة ونحوا، فقد عرف معنى هذا، وهو كلام فصيح كثيرا فكذا "ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها" فاجتمع في الأول وانفرد الملح بالثاني فصارا [ ص: 367 ] مجتمعين في كل هذا. قال وترى الفلك فيه مواخر أي في الملح خاصة، ولولا ذلك لقال: فيهما وقد مخرت السفينة تمخر وتمخر إذا شقت الماء كما قال:

يشق حباب الماء حيزومها بها كما قسم الترب المفايل باليد



وقيل: الأجل المسمى ههنا القيامة لأنها عند الله جل وعز مسماة لوقت معلوم والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير [13]

قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس القطمير جلد النواة.

التالي السابق


الخدمات العلمية